حثّت الأمينة العامة لحزب "القوات اللبنانية" ​شانتال سركيس​ على وجوب اعادة ​ملف النازحين السوريين​ الى كنف الحكومة اللبنانيّة من خلال تفعيل عمل اللجنة الوزاريّة التي تشكّلت في وقت سابق ووضعت خطة للتعامل مع الملف، وهي بالكاد اجتمعت، مؤكدة أن حزب "القوات" حريص على عودة النازحين اليوم قبل الغد، الا أن الرئيس السوري ​بشار الاسد​ هو الذي يرفض اعادتهم، قائلة: "دعونا لا نخدع أنفسنا بتصوير أنّ الحل هو بالتواصل مع الأسد، باعتباره العائق الابرز الذي يحول دون العودة".

وأشارت سركيس في حديث لـ"النشرة" الى أن المبادرة التي تقدمت بها "القوات" مؤخرا تنص وبشكل واضح على تحميل ​المجتمع الدولي​ مسؤولياته، تماما كما النظام في سوريا المدعو لاقرار تشريعات جديدة مرتبطة بالتجنيد الالزامي وبالملكيّة وتسجيل الولادات، ما يحفّز السوريين عندها على العودة الى مدنهم وقراهم. وأضافت: "نحن أكثر الناس حرصا على رفض أي شكل من أشكال التوطين وتغيير معالم لبنان سواء الاجتماعيّة أو السياسيّة، لذلك نتعاطى مع الملف بكل واقعيّة وبطريقة عمليّة، وندعو أصدقاء النظام سواء الدول كروسيا أو بعض الأفرقاء ك​حزب الله​ للضغط على بشار الأسد للسير بالتشريعات التي نطرحها والا يكون يثبت مرة جديدة انه العقبة الابرز أمام العودة".

وشدّدت سركيس على انه اذا اراد شعب ما العودة الى أرضه فهو ليس بحاجة لوساطة من اي كان، وبالتالي على الدولة السوريّة أن تؤمن كل مستلزمات العودة من دون طلبنا أو وساطتنا. وقالت: "نحن طلبنا أن يتم وضع هذه المبادرة على جدول أعمال ​مجلس الوزراء​ وردود الفعل التي سمعناها عبر وسائل الاعلام وبخاصة من أوساط ​التيار الوطني الحر​ مشجّعة، أما أبواق النظام السوري التي رفضت المبادرة واعتبرتنا نتدخل بالشأن السوري من خلال وضعنا الأصبع على الجرح بموضوع التشريعات، انما تؤكد مرة جديدة أنهم ضد هذه العودة".

ودعت سركيس ​رئيس الجمهورية​ العماد ميشال عون خلال زيارته المرتقبة الى موسكو للطلب من الروس الضغط على بشار الاسد لتسهيل عودة السوريين، وأضافت: "نحن نشد على يدي الرئيس عون خاصة وأن كل الاحصاءات التي أجرتها ​مفوضية شؤون اللاجئين​ أكدت أن 90% من النازحين يريدون فعليا العودة، لكن ينتظرون انتفاء الاسباب التي تمنعهم من ذلك، سواء المرتبطة بالوضع الامني او التجنيد الاجباري او تأمين مستلزمات الحياة من مسكن ومأكل وتعليم، وهذه مسؤولية ​الدولة السورية​ والمجتمع الدولي".

واستهجنت سركيس استغلال بعض القوى السياسية في لبنان ملف النازحين لفرض التطبيع مع النظام السوري، لافتة الى ان "حديث وزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​ بعد زيارته الى دمشق عن ان النظام مرحب بالعودة يجب أن يقترن بالأفعال، ونحن لن نكون الا فرحين جدا في حال حصل ذلك".

وردا على سؤال عن السجال الحاصل بين تيار "المستقبل" وحزب الله حول الملفّات الماليّة العائدة للعامين 2006 و2007، اكتفت سركيس بالقول "نأمل ألاّ يكون فتح هذا الملف لالهاء اللبنانيين عن الموضوع الأساسي الا وهو اقرار ​الموازنة​ ​الجديدة​ على ان يلي ذلك مباشرة السير بالاصلاحات المطلوبة وبخاصة في ​قطاع الكهرباء​".