يتخذ ملف النزوح السوري ابعاداً متعددة مع تقدم الجيش السوري وإحكام الدولة السورية الشرعية قبضتها على غالبية المناطق السورية وخصوصاً ان جدار "الخوف" انكسر مع انكشاف الألاعيب التي كانت تقوم بها جهات لبنانية ودولية لتخويف النازحين من العودة الى بلادهم والتهويل بـ"مقصلة" النظام وسجونه التي تنتظرهم وفق ما تؤكد اوساط بارزة في 8 آذار ومتابعة لملف النزوح السوري. وتشدد الاوساط على ان لولا موقف حزب الله وحركة امل وقوى 8 آذار المصمم على استكمال التحرير العسكري للاراضي السورية من الارهاب التكفيري و"القاعدي" بتحرير البشر والمواطن السوري من دوامة النزوح والتشرد والحاجة، ومواكبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لما لها من اهمية لجهة الدعم والمواكبة السياسية واللوجستية وصولاً الى تغطية القرار بزيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سوريا ولقائه بمسؤولين سوريين للوصول الى آلية واضحة ومحددة في ملف التواصل والتنسسق بين لبنان وسوريا لاعادة النازحين. وتؤكد الاوساط اننا انتهينا من معزوفة العودة الطوعية والعودة الآمنة وبات امامنا امر واحد وهي ان كل نازح سوري مهما كان عمره او مذهبه او طائفته ولاي منطقة سيعود هو له الحق بعودة كريمة ومؤمنة ومصانة برعاية الدولة اللبنانية واحتضان دولته السورية وبتنسيق لوجستي تام بينهما.

وتقول الاوساط ان الدول والقوى والتي عرقلت تدخلاتها وضغطها تشكيل اللجنة الثلاثية السورية- الروسية - اللبنانية المشتركة للتنسيق لعودة النازحين الى سوريا من دول الجوار وتشمل لبنان والاردن وفق ما سمي بالاتفاق الاميركي- الروسي في قمة سوتشي بين الرئيسين الاميركي والروسي في منتصف الصيف الماضي، هذه الدول مستمرة في عرقلة تشكيل هذه اللجنة وفي مقدمتها اميركا والسعودية وتمنع قيام هذه اللجنة ولو من خلال ضباط اختصاصيين من هذه الدول الثلاث لاتمام عملية اعادة النازحين. وفي آب- ايلول الماضي كانت الامور تتأرجح بين تشكيل لجنة امنية مشتركة او تشكيل لجنة مطعمة بين سياسيين وامنيين لكن الخلاف الداخلي اللبناني وخصوصاً تيار المستقبل وقوى 14 آذار واعتبار ان القبول بأي شخصية سياسية من النظام السوري تطبيع معه، عطل كل امكانية لتشكيل اللجنة المشتركة حتى اليوم.

وفي اليومين الماضيين عاد ملف النزوح من بوابة المبادرة الروسية الى الواجهة مع الاعلان عن زيارة الرئيس عون الى موسكو في 26 الجاري لمواكبة العلاقات الروسية- اللبنانية من ابوبها الواسعة وخصوصاً في ملف النزوح ووفق المبادرة الروسية.

وفي هذا السياق يؤكد مسؤول ملف النازحين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي لـ"الديار" ان زيارة الرئيس عون الى موسكو هامة ومفيدة في إطار عودة النازحين وخصوصاً ان الرئيس عون ياخذ على عاتقه ويبارك التنسيق الرسمي مع سوريا وخصوصاً عبر الوزير صالح الغريب. ويكشف الساحلي انه سيزور اليوم الوزير الغريب لمتابعة ملف النازحين من بوابته التي فتحت خلال الزيارة الاخيرة للغريب الى سوريا ورغم الجدال الذي حصل حولها، يؤكد الساحلي انها ليست وحيدة وسيكون لها متابعة بزيارات اخرى وبتشكيل لجنة مشتركة بين البلدين لمتابعة العودة. ويشدد على ان لا عودة عن إتمام ملف التنسيق مع سوريا لاستكمال العودة لكل النازحين ولو "حرد" البعض وعاندوا لكن لا سبيل لانجاز ملف العودة الا بالتنسيق الواضح والصريح والكامل بين السلطات اللبنانية والسورية وبعيداً من اهواء واعتبارات البعض السياسية فهذا الامر فيه مصلحة للجانبين. وعما يتردد عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية جبران باسيل الى سوريا، يؤكد الساحلي ان لا معلومات عن هذا الامر والقضية نسمعها منذ فترة في الاعلام من دون ان يكون هناك اي معطى لدينا حولها.