احتفلت راعوية ​المرأة​ في ​أبرشية بيروت المارونية​ ب​اليوم العالمي للمرأة​، ، في المركز الرعوي لكنيسة سّيدة البير في سن الفيل، برعاية رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر.

وبعد ​الإنجيل​ المقدس ألقى المطران مطر عظة من وحيّ المناسبة حيّا فيها عمل سيدات راعويّة المرأة في الأبرشيّة ونشاطها، لافتاً الى ان الكنيسة تحتضن اليوم العالمي للمرأة وتثبّته وتنيره بتعاليم الإنجيل المقدَّس. فأنتم تعرفون أنَّ للمسيحيَّة دورًا خاصًّا عبر التاريخ من أجل فرض احترام المرأة في المجتمع. أوَّلًا، علَّمنا الكتاب المقدَّس في سفْر التكوين أنَّ الله خلق آدم وجبله من طينٍ وتراب ونفخ فيه روحًا منه تعالى، ثمَّ استلَّ ضلعًا من آدم وصنع منه المرأة ليقول لنا إن المرأة والرجل من طينةٍ واحدة، أي أنهما متساويان أمام الله. الحضارات السابقة وديانات عديدة تضع المرأة دون الرجل وكأنَّها لا شيء، تعطي فقط الأولاد، في حين أنَّ الكنيسة كرَّست هذه المساواة في الوجدان، والكنيسة عظَّمت المرأة تعظيمًا خاصًّا بعد أن عظَّمها الرب إذ اختار له امرأةً لتكون له أمًّا. أيُّ عظمةٍ أكبر من هذه أن يختار ابن الإله امرأةً أمًّا له. ثمَّ يرفعها إلى السماء سلطانةً على السماء والأرض ويقول لها من أعلى صليبه: يا امرأة، هذا ابنكِ، وليوحنا الذي يمثّل الرسل والكنيسة والكونَ كلَّه: هذه أمَّك، فكرَّس أمومة العذراء مريم لكل إنسان من أبناء الأرض. فهي مشاركة ​المسيح​ في الفداء بصلاتها ومحبّتها وكل كيانها الحاضر مع ابنها الذي رأته على الصليب وحضنته ميْتًا بين يديْها، ثمَّ جاء إليها وقال: أن قمتُ من الموت إفرحي ودعاها إلى سمائه. هذا ما صنع المسيح مع ​مريم العذراء​ أمه ومع كل النساء اللواتي التقى بهنَّ، فكان يحترمهنَّ احترامًا خاصًّا كالسامريَّة التي لم يحكم عليها لأنها لم يكن لديها الفرصة لتعرفَ الله، فأعطاها ماء ​الحياة​، والمجدليَّة التي جدَّد الإنسان فيها، والمرأة الخاطئة أعاد إليها الروح والحياة والقيمة والكرامة. وما صنعه المسيح تصنعه الكنيسة، ففيها شاركت المرأة في عمل كنيسة وعمل الخلاص عبر كل مؤسساتها ورهبانياتها وقديساتها. واليوم في كل أبرشية من أبرشيات الكنيسة الكاثوليكيَّة، طلب المجمع الفاتيكاني الثاني أن يكون هناك لجنةٌ مخصَّصة لكرامة المرأة وتوعيتها على حقوقها وأوضاعها وكرامتها ومحبة الله لها حتى تأخذَ دورَها في الحياة والبيت والمجتمع والكنيسة".