أكد مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبده أبو كسم​ خلال ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام عقدت، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول كتاب "تراب الغربة" للإعلامية ليا معماري أن "تراب الغربة، قصة ابطال مؤمنين من كنيستنا المشرقيّة سطروا بحروف من الدم والألم مسيرة الجلجلة في ​العراق​ الحبيب وكانوا حراس فجر القيامة، بعدما ظن ​العالم​ أن الموت يرهبهم ويدفنهم في قعر الرمال، لكنه نسي أنهم مسيحيون، نسي أنهم ابناء القيامة، وغاب عن باله أنهم حبة الحنطة التي وإن دفنت في الآرض تأتي بثمار كثيرة".

وأشار الى أن "هذه هي قصة مسيحيي العراق وتحديداً مسيحيي ​الموصل​ وسهل نينوى في كتاب "تراب الغربة" للإعلامية ليا معماري، التي دونت شهادات حيّة ممن دفعوا فاتورة حربْ عالمية ثالثة بقيت مبطنة، هدفها تفريغ الشرق من أبنائه وزرع بذور الشقاق والفتنة بينهم".

ولفت الى أنه "ها هي كنيسة العراق، التي عانقت صليب سيدنا ​يسوع المسيح​ تنفض عنها غبار الموت وتتشح بثوب القيامة لتشهد للمحبّة من جديد في هذا المشرق العربي".

وأكد "أننا من هنا، نناشد ​المجتمع الدولي​، لكي يتحمل مسؤلياته كاملة، وتقديم المساعدات للعائدين إلى قراهم من أجل إعادة أعمار ما تهدم من منازل وكنائس وأديار، كما نناشد الدولة العراقية بأن تؤمن الحماية اللازمة للعائدين ليشعروا بالطمائنينة في أرضهم وبلدهم. وتحية إجلال إلى أهلنا في العراق والموصل ونقول لكم نحن في هذا الشرق حلقة واحدة لن تنكسر، تشهد للمحبّة والسلام."

ومن جهته ، أشار المطران ميشال قصارجي الى أن "تُراب الغُربة كتاب للإعلامية السيدة ليا عادل معماري، تُسلِّط الضوءَ على حقيقةٍ مؤلمةٍ تُظهِر للملأ كيف تمكّنت يَدُ ​الإرهاب​ والتمييز العُنصري والديني والفئوي أن تعبَث ببلادِ الرافِدينِ وتُشوِّه صورة تلك الأرض الخلاّبة التي انطلقت منها رسالةُ الوحي السّماويّة وعلى أديمها تَشارك الحياةَ أبناءُ ​الديانات​ والثقافات بتآلف قلوبهم وتشابُك أيديهم عبر قرونٍ طويلةٍ خلَتﹾ".

وأكد أنه "في هذا السِّفر أيضاً، ضوءُ أملٍ يلوحُ في الأفق الحالك السواد والعراق اليوم أصبح مهيئاً للولادة ​الجديدة​، والفجر الساطع آتٍ لا محالة. أجل، فإعادةُ الإعمار أمسَتﹾ واقعاً ملموساً وبناءُ الدولة أصبحَ حقيقة لا تُزوَّر والقيامة تُقرَع أجراسها بعد أهوال الصَلب لتُحطِّم جدار العداوة وتُثمِر ثمار ​المحبة​ والمصالحة والمساواة والتآخي، بين جميع أبناء العراق الحبيب، على اختلاف نِحلهم وفئاتِهم وطوائفهم".