أكّد رئيس الجمهورية السابق ​أمين الجميل​، أنّ "التربية والعائلة والحوكمة الرشيدة هي الأساس لانتشال ​لبنان​ ممّا يتخبّط فيه. وعندما تتداعى أسس البيت تنهار جدرانه، وعندما تتداعى الأسس الّتي قام عليها الوطن تتشظّى معها الدولة وتنهار بكلّ مقوّماتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية"، سائلًا "هل من المبالغة وصف المرحلة الّتي نعيشها بالانهيار؟ ولكن أنا لا أحبّ كلمة انهيار، بل افضل الانكماش، وهو الأصح".

ولفت خلال افتتاحه ندوة "الانهيار الإجتماعي والسياسي في لبنان وشروط النهوض"، الّتي نظّمها "بيت المستقبل" بالتعاون مع ​الجامعة اللبنانية​ في كلية العلوم الإجتماعية - الرابية، إلى أنّ "القصد ليس المزيد من الإحباط والتراجع بقدر ما هو الحضّ على التبصر بأحوالنا، في وقت باتت فيه ال​سياسة​ تطغى على أمور أخرى قد تكون أكثر أهمية وأشدّ تأثيرًا على حال البلاد والعباد".

وسأل الجميل: "أي مكان أفضل من الجامعة اللبنانية لمحاولة الإلمام بمشاكلنا وقراءتها قراءة موضوعية بهدف إيجاد الأطر الصحيحة لمعالجتها؟"، مركّزًا على أنّ "في الواقع، ليس مستغربًا بعد سنوات طويلة من النزاعات والحروب والاحتلالات والاغتيالات والفراغات السياسية الّتي وسمت أكثر من نصف قرن من ​تاريخ لبنان​ الحديث، أن يصاب الاجتماع اللبناني بأكثر من علة ووهن. فالعلاقة بين السياسة والاجتماع هي علاقة تفاعلية، إذا وهنت الأولى وهن الثاني، وكلّما كانت الأولى متماسكة ورشيدة كان الثاني متماسكًا ورشيدًا".

كما رأى أنّ "اضطراب السياسة أصاب أوّل ما أصاب خلية المجتمع الأولى والأساس في تماسكه، العائلة. وفي اعتقادنا أنّ اهتزاز العائلة طال المجتمع برمّته، فبدأنا نشعر بهشاشته، أو أقلّه أن وضعه معتل وغير صحي"، منوّهًا إلى أنّ "إضافة إلى تأثيرات الأحوال السياسية والأمنية، جاءت وسائل التواصل الإجتماعي لتضغضع العائلة أكثر وتزيد من خلل ​المجتمع اللبناني​".

وشدّد على أنّ "سياج الوطن سلسلة من الحلقات المتماسكة إذا ضعفت واحدة منها أثّرت على سائر الحلقات. إذا تضعضعت السياسة اهتزّ الاقتصاد، وإذا اهتزّ الاقتصاد وهن الاجتماع. ووسط هذا الضعف وذاك الاهتزاز والوهن، تتداعى التربية والصحة وسائر الخدمات"، مشيرًا إلى أنّ "من هنا يبرز دور الحوكمة الرشيدة الّتي دونها لا سبيل إلى الخروج من النفق الذي نمر به منذ سنوات حتى بتنا مثل أعمى يقود أعمى ويقعان معا في حفرة".