اشار مصدر مطلع لصحيفة "​الأخبار​" الى ان "زيارة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ الى ​روسيا​ كان من المفترض أن ترتّب قبل أشهر، على الأقل منذ تشرين الثاني الماضي، إلا أن تأخير تشكيل ​الحكومة اللبنانية​، دفع ​الكرملين​ إلى التريّث".

وبحسب معلومات "الأخبار"، يتمحور جدول أعمال الزيارة حول عدّة بنود، على رأسها المبادرة الروسية لعودة ​النازحين السوريين​، حيث ينتظر الجانب الروسي وضع ورقة عمل مشتركة بمبادرة لبنانية وتسليم الجانب الروسي أفكاراً تُسهم في العودة. وفي ظلّ الضغوط الأميركية والغربية لعرقلة العودة، يجري الحديث عن تفكير روسي لتوفير مبالغ مالية لتسهيل عودة النازحين والإسهام في مساعدة لبنان لحلّ هذا الملفّ وإنجاح المبادرة الروسية. الأمر الثاني الذي يوليه الروس اهتماماً، ملف التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين، والتخطيط لإنجاز مسوّدة تفاهم لبنانية - روسية، تفتح الطريق أمام المؤسسات المالية والمصرفية لبدء تعاون جدّي وإنشاء مؤسسات مشتركة، وتفاهمات بين المصرف المركزي اللبناني والمركزي الروسي ووزارتي المال بين البلدين، بما يساعد لبنان أيضاً على الانخراط في عملية إعادة إعمار ​سوريا​.

ويحتلّ موضوع مؤتمر حوار الأديان وحماية الأقليات في الشرق، جزءاً مهماً من الاهتمام الروسي واهتمام عون أيضاً، صاحب المبادرة لعقد هذا المؤتمر في لبنان. وبحسب المعلومات، لم يحدّد موعد المؤتمر بعد، لكن يجري الحديث عن أن المؤتمر يحوز إلى جانب الاهتمام اللبناني الروسي، اهتماماً فاتيكانياً ـ فرنسياً، ما يفتح الباب أمام تشكيل لجنة رباعية لمتابعة هذا الملف.

وعلى أهمية ما سبق، والتعاون الروسي اللبناني في ملفّ ​النفط والغاز​، ولا سيّما بعد إنجاز اتفاقية روسنفت في ​الشمال​ وائتلاف الشركات الثلاث، من بينها الروسية نوفاتك، للتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية، يتصدّر ملفّ التعاون العسكري سلّم الاهتمامات الروسية. وليس خافياً أن العرقلة التي أصابت اتفاقية التعاون العسكري، أثارت انزعاجاً كبيراً في الكرملين و​وزارة الدفاع الروسية​، مع تقدّم ​موسكو​ في ملفّ التعاون العسكري مع دولٍ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتّحدة الأميركية".

وفي حين يتفاءل أكثر من مصدر روسي ولبناني بزيارة عون ولقائه مع ​بوتين​. إلّا أن مصدراً عسكرياً روسياً معنياً بملفات سوريا ولبنان، إعتبر في حديث للأخبار أن "تحريك اتفاقية التعاون العسكري قبل الزيارة، يُعَدّ بادرة حسن نيّة من الجانب اللبناني"، فيما يستغرب مصدر دبلوماسي روسي كون الحكومة اللبنانية "لم تضع على جدول أعمالها حتى الآن بند اتفاقية التعاون العسكري مع موسكو، وهي منجزة من الجلسة الأخيرة للحكومة السابقة". ويضيف المصدر أن "لقاءات القمة عادة تأتي بعد تفاهمات محدّدة، وبالتالي، إن لقاء عون - بوتين يجب أن تسبقه تفاهمات واضحة، ولا سيّما اتفاقية التعاون العكسري".