اشارت صحيفة "الأخبار" الى ان "حسابات ​الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي​ لم تخضع للتدقيق منذ أكثر من ثماني سنوات، لم يجر خلالها تعيين مدقق حسابات خارجي وفقاً للأصول المتبعة، ما يعني عدم قدرة سلطة الوصاية أي مراقبة لأعمال الصندوق".

واشارت المصادر الى ان "هذا الوضع الشاذ المستمر منذ 2010، دفع وزير العمل كميل بوسليمان إلى مراسلة مجلس الإدارة وإبلاغه بضرورة إنجاز الحسابات الختامية للصندوق بعد تعيين مدقق خارجي".

ورأت الصحيفة أن "الأخطر من ذلك كلّه، غياب أي متابعة لتحصيل أموال الصندوق. إذ لم تتجاوز نسبة التحصيل 68%". وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه النقطة بالتحديد تثير الاستغراب، لأن الاشتراكات تحدّد من خلال تصريح المؤسسات عن موظفيها ورواتبهم، وبالتالي لماذا يتم تحصيل نسبة من هذه الاشتراكات من دون الباقي؟

واشارت الصحيفة الى ان "ثمة الكثير من العينات عن ​الوضع المالي​ الشاذ في ​الضمان​، أبرزها تلك المطروحة على جدول أعمال مجلس إدارة الضمان حاليا بشأن الوضع المالي في 2017. فقد تبيّن أن تقديمات فرع ضمان المرض والأمومة تبلغ 900 مليار ليرة من بينها 660 مليار ليرة سلفاً للمستشفيات"، متسائلة: "هل يعقل أن تكون قيمة فواتير الطبابة و​الأدوية​ 240 مليار ليرة فقط؟ هل يعقل أن تكون ​المستشفيات​ من أولويات الضمان على حساب المضمونين؟".

ولفتت المصادر الى ان "هذه الأرقام المبنية على أساس محاسبة نقدية في الصندوق بين ما هو مدفوع فعلياً وما هو مصروف فعلياً، لا تعكس الحقيقة كاملة في الصندوق حيث تتراكم مئات آلاف المعاملات العائدة للمضمونين غير مدفوعة. ولا تقدير واضحاً لقيمة هذه المعاملات وما ترتّبه على أموال الصندوق، سوى أنها تخفي عجزاً مكتوماً"، معتبرة ان "الهدف هو إخفاء العجز الفعلي في فرع ضمان المرض والأمومة".

وكشفت المصادر أن "وزير العمل اتفق مع رئيس ​مجلس النواب​ نبيه برّي والوزير ​جبران باسيل​ على بدء عملية الإصلاح والخطوة الأولى ستكون من خلال سلّة تعيينات جذرية في الصندوق، من دون إغفال المخاوف من عوائق طائفية ومذهبية وحزبية أمام هذه التعيينات، خصوصاً أن أكثر من طرف يسعى إلى أن تكون له الكلمة الأقوى في الصندوق، سواء في مجلس الإدارة أو في الإدارة أو في اللجنة الفنية".

من جهة اخرى أكد المدير العام للصندوق ​محمد كركي​ أن " ما لديّ قلته للقضاء، وأكتفي بذلك".