قد يكون تيار "المستقبل" الذي بدأ أمينه العام ​أحمد الحريري​ مؤخرا عملية التجييش للانتخابات الفرعية في ​طرابلس​، مضطرا لاستبدال الشعارات التي رفعها لحثّ الناخبين على الاقتراع لمرشحته ​ديما جمالي​. فعنوانا "كسر ​حزب الله​" و"رد الغدر" قد لا ينفعانه كثيرا في حال مضي قوى ​8 آذار​ بقرارها غير النهائي بعدم المشاركة في الكباش الانتخابي بعدما أظهرت حساباتها الأوليّة أنها غير قادرة على خوض منافسة متكافئة بعد تكتل الحريري–ميقاتي–الصفدي.

وسيكون على التيّار الأزرق البحث عن شعارات أخرى جذّابة خاصّة في حال مضي كل من ​اللواء​ ​أشرف ريفي​ وسامر كبّارة الذي يُعرّف عن نفسه كمستقل، وهو ابن أخ النائب ​محمد كبارة​ بقرار ترشحهما. ويقوم ريفي بحركة غير مفهومة حتى الساعة، فبالرغم من تأكيد مقربين منه أن الزيارات التي قام بها مؤخرا لعدد من كبار السياسيين وابرزهم رئيسي ​الحكومة​ السابقين ​فؤاد السنيورة​ و​نجيب ميقاتي​ كما النائب ​فيصل كرامي​، تندرج باطار ردّ الزيارات التي قاموا بها لنجله في المستشفى، تؤكد المعلومات أن وراء هذه الزيارات ما وراءها، على أن تتضح نتائجها قبل ​14 آذار​ الموعد الذي أعلنه ريفي موعدا نهائيا لحسم قراره بالترشح الى الانتخابات أو عدمه.

ولعل أكثر ما يثير الريبة في المشهد الطرابلسي الحالي هو أن تيار "المستقبل" لا يبدو ابدا مرتاحا لوضعه، بالرغم من نجاحه بالتفاهم مع ميقاتي والصفدي على دعمه مرشحته التي أسقط نيابتها ​المجلس الدستوري​ مؤخرا. فوفق الحسابات التي تعتمد على الارقام التي تم تسجيلها في ​الانتخابات النيابية​ الأخيرة، فانّ فوز جمالي يُفترض أن يكون محسوما وبفارق آلاف الأصوات عن أيّ منافس لها، اذ نالت لائحة "​تيار العزم​" (نجيب ميقاتي) في الانتخابات الأخيرة 30,446 صوتاً، كما حصل "المستقبل" على 26,620 ما يعني في حال تكتّل الطرفين يضمنان حصول جمالي على أكثر من 50 ألف صوت! علما ان لائحة 8 آذار لم تحصل الا على 16,369 صوتا وريفي على 7,986 صوتا. وتردّ مصادر طرابلسيّة عدم نوم الحريري على حرير تفاهمه مع ميقاتي والصفدي لكونه غير مقتنع بأنّ رئيس "العزم" سيشغل ماكيناته الانتخابيّة ويجنّد أنصاره لخوض معركة جمالي وبأن دعمه سيكون محدودا جدا، هذا عدا عن أنه يعي تماما أن عدد المقترعين في "الفرعيّة" سيكون أقل بكثير مما كان عليه في أيار الماضي بغياب الدافع والحافز.

ويضم قضاء طرابلس 384 قلما ويقترع فيه 237330 ألف ناخب بحسب الباحث في "الشركة ​الدولية للمعلومات​ ​محمد شمس الدين​، الذي أشار الى أن94000 ألفا منهم شاركوا في الانتخابات الماضية. ورجّح شمس الدين أن ينخفض عدد المقترعين في الانتخابات المقبلة باعتبارها فرعّية، معتبرا أن عدد المقبلين على صناديق الاقتراع قد لا يتخطى الـ70 ألفا. وتبلغ نسبة الناخبين السنّة 88% من مجمل نسب الناخبين في هذه الدائرة التي تضم أحياء طرابلس الـ10، ​القلمون​، ​الميناء​، ​البداوي​ و​وادي النحلة​.