ذكرت "الاخبار" انه قبل أيام جرى اتصال بين الوزير ​جبران باسيل​ ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​، واقترح وزير الخارجية على رئيس الحكومة أن يكون وزير الدولة لشؤون النازحين ​صالح الغريب​ في عداد الوفد، لما فيه من مصلحة للبنان، ولأنه صاحب الاختصاص، ولأن لرئيس الحكومة هامشاً واسعاً في اختيار من يصطحب معه، ولو من دون دعوة من ​الاتحاد الأوروبي​. لكنّ الحريري تذرّع بالبيان، وهنا ينتهي الكلام السياسي، ليتحوّل موقف الحريري إلى موقف كيدي مجرّد من أي مصلحة سياسية.

ما حصل خلال اليومين الماضيين، يكشف عن انقسام خطير حيال مسألة النازحين، وشبه تملّص للحريري من التزاماته السابقة مع عون للمساعدة في حلّ هذه الأزمة. وبحسب معلومات "الأخبار"، فإن ما حصل لن يمرّ مرور الكرام بالنسبة إلى الكتل السياسية التي تبحث عن حلول جديّة لعودة ​النازحين السوريين​ إلى ديارهم في مقابل القوى السياسية الأخرى، وعلى رأسها الحريري، التي تبدي انصياعاً كاملاً للأجندة الغربية الراغبة في توطين النازحين السوريين في لبنان، لأسباب وذرائع لم تعد خافية على أحد. وعلى ما تقول مصادر بارزة في ​قوى 8 آذار​، سيُطرَح الأمر على طاولة أول جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، لوضع النقاط على الحروف، وتأكيد أن المصلحة اللبنانية بعودة النازحين فوق كل المصالح الدولية والغربية، وأن وزارة شؤون النازحين لم تُنشَأ لتكون ترفاً سياسياً، بل ليقوم الوزير بما تمليه عليه واجباته ودوره.

الأزمة أيضاً، أن جماعة الحماسة الزائدة لمؤتمر ​بروكسل​، ذاهبون إلى المؤتمر من دون ورقة عمل واضحة لكيفية إيجاد الحلول المناسبة والمنطقية القابلة للتطبيق لتسهيل عودة النازحين، بل كل ما يفكر فيه هؤلاء، تسوّل مبالغ مالية، إن جرى تحصيلها وشكّلت دعماً مالياً للنازحين، وما يسمّى "المجتمع المضيف"، فستكون واحداً من عوامل تثبيت النازحين في لبنان، بدلاً من أن يطالبوا بآليات مالية تساعد هؤلاء النازحين على العودة إلى مدنهم وقراهم ودعمهم داخل ​سوريا​، لا على الأراضي اللبنانية.