لفتت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون ​المرأة​ ال​لبنان​ية كلودين عون روكز خلال تنظيم لقاء جانبياً على هامش ​الدورة​ 63 للجنة وضع المرأة في ​الأمم المتحدة​، بعنوان "خطط العمل الوطنية حول المرأة والسلام والأمن في المنطقة العربية: تجربة لبنان والأردن" إلى انه "لشرف عظيم أن أقف أمامكم اليوم في هذا الحدث المميز الذي تنظمه لجنة وضع المرأة لمشاركتكم بانجازات ​الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية​ والتحديات التي واجهتها عند تطوير خطة العمل الوطنية الأولى للمرأة والسلام والأمن ولقد ائتمنتني ​رئاسة مجلس الوزراء​ على مهمة صياغة خطة عمل وطنية تهدف إلى تطبيق قرار ​مجلس الأمن​ 1325، ورحبت الهيئة بهذه المهمة بلا تردد. فقد أدركت أن خطة العمل الوطنية الأولى ستشكل خطوة هامة نحو تحقيق المساواة بين المرأة والرجل وإرساء السلام الدائم في بلادنا".

وأشارت إلى أنه "كان مسار الهيئة في تطوير الخطة وبلورتها مثمرًا من حيث الدروس المكتسبة والأهداف المحرزة، ونحن مسرورون بالفرصة التي اتيحت لنا لمشارككم خبرتنا في هذا المجال.ومن المؤكد أن كل خطة عمل وطنية ناجحة، تطبَّق بزخم، هي خطة تتعاون في صياغتها ووضعها كل مكونات المجتمع والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وعندما اخترنا تبني مقاربة شاملة مبنية على المشاركة لصياغة خطة العمل الوطنية 1325، كنا نعلم أننا بدأنا مرحلة تحدٍ طويلة ومع ذلك، لم نتردد وبذلنا كافة الجهود وخصصنا كل الوقت لنصل إلى الهدف المنشود.وبالتالي، ترأست الهيئة اللجنة التوجيهية المسؤولة عن صياغة القرار 1325 والتي تضم ممثلين حكوميين وممثلين من ​المجتمع المدني​، بالإضافة إلى مؤسسات غير حكومية. وقد تبنت مقاربة شاملة من خلال عقد دورات استشارية متعددة بحضور عدد من المعنيين على المستوى الوطني".

وأضافت:" لن أدخل في ​تفاصيل​ هذا الموضوع بما أن زميلتي السيدة ميرين أبي شاكر، رئيسة اللجنة التوجيهية للقرار 1325، ستطلعكم على كل الجوانب العملية التي تتبناها الهيئة لتطوير خطة العمل الوطنية. ولكنني أود أن أسلط ​الضوء​ على أهمية مشاركة كل عناصر المجتمع في صياغة خطة العمل الوطنية، فعندما نكون نحن اي المجتمع ككل من وضع هذه الخطة، نشعر بالمسؤولية تجاه تطبيقها.لذا، ستتركز مداخلتي اليوم على مختلف التحديات التي واجهتها الهيئة خلال سعيها إلى إنجاز المهمة التي أوصيت بها على أكمل وجه"، معتبرةً أن "التحدي الأول كان، ولا يزال، نشر الوعي عن أهمية قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة 1325".

وتابعت عون روكز: "عندما بدأنا العمل على تطوير خطة العمل الوطنية، مع الأسف اتضح لنا أن قلة من الوزارات والمديريات وعناصر المجتمع المدني على يقين بالقرار ومحتوياته وأهدافه وكان دعم ​رئيس الجمهورية​ ورئيس مجلس الوزراء أساسيًا للمضي قدمًا بمهمتنا. إلا أننا احتجنا إلى توسيع مجال الدعم السياسي الذي نتلقاه لندعم هذا القرار كل يوم ولنخلق بيئة مؤاتية لتنفيذه وسيشكل نشر الوعي عن القرار 1325 دائمًا إحدى أولويات الهيئة ولكن هذه المرة، لن يتوقف نشر الوعي عند مندوبي المؤسسات الحكومية وممثلي المجتمع المدني، بل سيطال مجموعة أكبر؛ أي سيطال النساء والرجال والأولاد، لكي يخضع كل طرف مسؤول عن تنفيذ خطة العمل الوطنية 1325 للمساءلة أمام الرأي العام، أما التحدي الثاني الذي واجهته الهيئة فكان رسم خطة تلبي كل التطلعات المشتركة بين المعنيين الحكوميين وغير الحكوميين.الجميع يحلم بمجتمع يكرس المساواة بين الجنسين، حيث يتمتع الرجال والنساء الحقوق عينها. الجميع يحلم بمجتمع ينظم فيه القانون المدني الأحوال الشخصية ويسهل وصول النساء إلى كل الموارد والفرص. ولكن من أجل تحقيق هذا الحلم، لا بد من وضع أساساته وتمهيد الطريق نحو هذا الهدف النهائي وهذا يعني أنه بهدف الاستفادة من الحافز السياسي القائم للمصادقة على خطة عمل وطنية مبنية على القرار 1325 للمرة الأولى في لبنان، كنا بحاجة إلى توافق بين كل المعنيين على أولويات يمكن تحقيقها ولا تتداخل مع ال​سياسة​، وأنشطة يمكن دمجها إلى خطة العمل الوطنية الأولى.من خلال ذلك، وضعنا الأسس لخطط عمل وطنية طموحة أخرى مبنية على القرار 1325. تمتد هذه الخطة على أربعة أعوام. وكل الخطط التي ستليها ستقربنا أكثر فأكثر من تحقيق هدفنا الواضح بتعزيز المساواة بين المرأة والرجل وبإرساء السلام الدائم والتحدي الثالث والأخير الذي سأذكره اليوم يصب في خانة موضوع مقلق آخر، فهو يتعلق بالجانب المالي لخطة العمل الوطنية المبنية على القرار 1325".

وأفاد بأنه "أثبتت الخبرات الماضية أن تصميم الحكومات السياسي أساس في تنفيذ أي خطة عمل وطنية، ولكنه غير كافٍ في غياب أحكام مالية ذات صلة. ستكافح الحكومات وتفشل في نهاية المطاف في الوفاء بتعهداتها إذا لم تؤمن الموارد المالية المطلوبة وأرادت الهيئة أن تعطي خطة العمل الوطنية 1325 كل حظوظ النجاح لأن مهمتنا لا تتوقف عند تطوير خطة العمل الوطنية ورسمها، بل تمتد إلى التأكد من أنه سيتم تنفيذ الخطة بنجاح في المستقبل القريب".