لم تسلم بلدة أو منطقة جنوبيّة مؤخراً من أذى ومخاطر ​الكلاب​ الشاردة والمسعورة، بسبب تزايد مكبّات ​النفايات​ العشوائيّة، خصوصاً بقايا ​المسالخ​ وعظام الأبقار والحيوانات على تلك ​المكبات​، ما دفع وزارة الصحّة إلى توفير اللقاحات المطلوبة في ​المستشفيات​ الحكوميّة، بينما رفعت البلديات، وتحديداً الكبرى كالنبطية وصور، من خططها الاستراتيجيّة للمكافحة عبر تخدير الكلاب ووضعها في أقفاص، ثم تسليمها إلى جمعيات المختصّة لاعادة تأهيلها وتأصيلها كي تصبح مدربة على مرافقة الصيادين في رحلات ​الصيد​، لأنّ العديد من المراجع الدينيّة رفضت السماح للبلديّات بقتلها بواسطة ​السلاح​ أو السمّ في الطعام.

في هذا الإطار، يوضح مصدر في مصلحة الصحّة في النبطية، عبر "​النشرة​" أنه لا توجد احصائيّة محددة بعدد الاصابات التي نهشتها الكلاب الشاردة في النبطية والبلدات المحيطة، لكن خلال اسبوع تعدّت هذه الحالات الـ7، وهو رقم لا يستهان به، ويؤكد أن كل اللقاحات اللازمة متوفرة في مركز ​داء الكلب​ في ​مستشفى نبيه بري الحكومي​ في النبطية.

ويلفت إلى أن المطلوب من ​وزارة الزراعة​ زيادة عدد اللقاحات، من خلال دائرة الثروة الحيوانيّة التي تتعاون مع البلديات، لرفع هذه المخاطر عن المواطنين، تمهيداً لحل المشكلة التي تتفاقم مع ارتفاع أعداد الحيوانات الشاردة وشراستها، نظراً لأنها تقتات من النفايات.

من جانبه، يشير رئيس ​بلدية النبطية​ التحتا ​أحمد كحيل​، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن البلدية لديها فريق عمل متخصص يجول على الأماكن التي تتواجد فيها تلك الكلاب، ويقوم بتخديرها وتسليمها إلى جمعيات متخصصة، فيما يتمّ القتل الرحيم للكلب المسعور أو المريض، مع وجود "إجازة" شرعية بذلك.

كما يلفت رئيس لجنة مكافحة الكلاب الشاردة عبدالله المصري من النبطية إلى أن أن كلباً شرساً هاجم ابنته في منزله، مبديًا تخوّفه من ​الأمراض​ الّتي ممكن أن تحملها الكلاب كالجرب.

ويشير الى أن محافظ النبطية ​محمود المولى​، شدّد أمام هيئة مراقبة الغذاء، على أن تذبح المواشي في المسالخ التي تراقبها ​وزارة الصحة​ للحدّ من مخاطر ومرض الحيوانات الشاردة والاذى الذي تلحقه بالمواطنين، مطالباً بتوفير لقاح داء الكلب بشكل مستمر.

بدوره، يشير المواطن محمد علي قانصو الى أنّ أحد المواطنين في ​حي البياض​ لم تتركه 3 من الكلاب الشرسة إلى أن اطلق أحدهم النار عليهم، وهو يرقد في غيبوبة لشدة خوفه مما اصابه.

بالإنتقال إلى صور، تعاقدت بلديتها مع خبيرة لمدة عام، للعمل على ملاحقة الكلاب الشاردة ونقلها لمعالجتها في مكان مخصّص في ​الناقورة​. ويوضح مصدر إعلامي في البلدية، عبر "النشرة"، أن ناشطين في جمعيات متخصصة يعملون مع البلدية وفريقها المتخصص يومياً لمكافحة هذه الظاهرة عبر اجتذاب الكلاب من دون اذيتها، ثم نقلها الى عيادات بيطرية لاعطائها اللقاحات اللازمة واخضاعها لعملية "الخصي".