اعتبر عضو تكتل "​لبنان​ القوي" ​أسعد درغام​ أن نوايا ​المجتمع الدولي​ لم تعد خافية على أحد بموضوع ​النازحين السوريين​، بحيث بات يسعى بوضوح لعرض الأموال على لبنان لابقاء النازحين لدينا، مشدّدًا على أهميّة ان يعي كل اللبنانيين تماما لما يحصل ويدركون لحجم المخاطر التي تتربص بنا.

وتحدّث درغام لـ"النشرة" عن دراسات وأرقام مذهلة لجهة أعداد النازحين، لافتا الى أن 52% من الولادات المسجّلة في لبنان هي لسوريين، فمثلا في مستشفى البوار تم تسجيل 650 ولادة لسوريين مقابل 50 ولادة للبنانيين، ما يعني أن حجم المخاطر من تغيير ديموغرافي كبيرة جدا وتشكل تهديدا مباشرا للكيان اللبناني. وقال:"اذا بقيت الامور على حالها فان عدد النازحين السوريين اضافة لعدد اللاجئين الفلسطينيين سيشكل نفس عدد اللبنانيين في وقت غير بعيد".

وعما اذا كان الاختلاف في الرؤى السياسيّة في التعامل مع الملفّ قد يؤدّي الى فشل التوافق على خطة وطنيّة موحّدة لعودة السوريين، أشار درغام الى ان الكل يدرك حجم المخاطر وان كنا نصرّ أكثر من غيرنا على حلّ سريع لهذا الملف لأنّ لا ارتباطات خارجية لنا. واضاف:"اما رفض التواصل مع الدولة السوريّة بحجّة رفض التطبيع فحجة واهية، وعلى الكل أن يعي أن لاعودةالابالتواصلالمباشرمعالدولةالسوريّة، وكل ما هو خلاف ذلك يعني اننا نضيّع وقتنا"، وشدّد على تمسك "التيار الوطني الحرّ" بالعودة الآمنة للنازحين وعلى جهوزيته لتأمين التطمينات اللازمة لهم لضمان عودتهم.

وتطرّق درغام لعمليّة ​مكافحة الفساد​، فأكّد ان "الوطني الحر" ماض بها حتّى النهاية، مشددا على ان استهداف أيّ شخص فاسد من طائفة معينة لا يعني استهداف هذه الطائفة. وقال:"الفاسدون من كل الطوائف دون استثناء، وهم من المناطق كافّة. وكما نرى فان هذه العملية تطال الجميع ولا يبدو حتى الساعة ان هناك حقيقة من يريد أن يغطي فاسدا ونأمل ان تتوسع أكثر في الايام المقبلة".

وردا على سؤال عن اتهام رئيس تيار "المردة" ​سليمان فرنجية​ لـ"الوطني الحر" بالاستئثار ب​التعيينات​، أشار درغام الى ان "التيار" مكون أساسي من المكونات، لكنه لم يستأثر يوما بالتعيينات المسيحيّة، وأكبر دليل على ذلك أن السابقة منها راعت التوازنات. وقال:"نحن متمسكون بالكفاءة كمعيار للتعيين لأنه بهذا فقط نصل للنتيجة المرجوّة ببناء دولة حقيقيّة، اما الاستمرار بطرح التعيينات من بوابة الانتماء الحزبي فلن يؤدي للانتاجيّة المرجوة".

ودعا درغام جميع الفرقاء الممثلين في ​الحكومة​للتعبير عن رأيهم على طاولة ​مجلس الوزراء​، فبالنهاية التعيينات وغيرها لا تتم عبر السرقة او في الليل، لذلك نستغرب خروج البعض ليتحدثوا عن محاصصة وهم في صلب القرار في الحكومة.