لفت مصدر وزاري عبر صحيفة "الشرق الأوسط"، الى أن "من يسير في الاتجاه المعاكس لما حققه مؤتمر ​بروكسل​ لا يتطلع إلى نتائجه بمقدار ما أنه يصرّ على إصدار أحكامه على النيات لتفادي إحراج الرئيس السوري ​بشار الأسد​"، مؤكدا أنه "يتوجب على من يستعد لشن هجوم سياسي وإعلامي على مؤتمر بروكسل أن يقدّم البديل لقطع الطريق على ربط عودة ​النازحين​ بالحل السياسي في ​سوريا​".

وأشار إلى أن "من يتهم ​المجتمع الدولي​ بتوطين النازحين في أماكن إقامتهم المؤقتة في دول الجوار عليه من موقع تحالفه أو صداقته مع ​النظام السوري​ أن يطلب منه التعاون الفوري لإعادتهم إلى بلداتهم لتعطيل لغم ​التوطين​ بعيداً عن المزايدات"، متسائلا: "ما الذي يمنع الأسد من أن يتجاوب من دون أي تردد مع حلفائه لتنظيم عودة النازحين. وإذا كان في قدرة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ ومن يدعمه الالتفاف على ما صدر عن مؤتمر بروكسل بالتفاهم مع الأسد لضمان عودتهم. فهل يقف رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ عائقاً يحول دون تجاوبه وهو من يقول باستمرار بأنه مع عودتهم اليوم قبل الغد؟".

ورأى المصدر أن "الالتفاف على مؤتمر بروكسل يعفي الأسد من مسؤوليته في إعادة مواطنيه إلى بلداتهم التي نزحوا منها تحت وطأة الحرب، بدلاً من تحضير الاتهامات السياسية للحريري"، موضحا أن "الهم المزدوج للحريري الذي حمله معه إلى بروكسل يكمن في الضغط على الأسد لتأمين عودتهم الآمنة. وفي حثه المجتمع الدولي لزيادة المساعدات، وهذا ما حصل، لأنه كان يتخوّف من أن هناك وهنا وضعفا في الإرادة الدولية من أجل تأمين كلفة استضافتهم".

وأكد أن "الحريري دعا المجتمع الدولي لأن يكون أكثر براغماتية في تعاطيه مع ملف النازحين"، مشددا على أنه "من غير الجائز أن يوضع ​لبنان​ على لائحة الانتظار، وبالتالي يمكن أن يؤخّر عودتهم إلى حين بلورة الحل السياسي في سوريا الذي يبدو أنه ليس في المدى المنظور".

وأضاف: "دعوة الحريري المجتمع الدولي للتعاطي بواقعية مع ملف النازحين تعني من وجهة نظره أن ربط عودتهم بالحل السياسي لا تعفيه من تقديم المساعدات للذين ينوون العودة لتوفير كل ما هو مطلوب لتأمين اندماجهم في بلداتهم، إذ لا شيء يمنع من تقديم مساعدات للذين يعودون طوعياً خلال المرحلة الانتقالية، تمكّنهم من إعادة ترميم منازلهم من الأضرار التي لحقت بها من جراء الحرب. وأيضاً تأهيل ​البنى التحتية​ في حدودها الدنيا بما يسمح بخفض عدد النازحين تدريجياً وتحديداً في لبنان".