اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية السابق ​رشيد درباس​ أن "مؤتمر "​بروكسل​ 3" لدعم ​النازحين السوريين​ هو كغيره من المؤتمرات التي تقرر فيها مبالغ معينة ولم يحصل ​لبنان​ منها إلا على النزر اليسير"، مؤكدا أن "هناك ضغوطا دولية على لبنان من أجل إبقاء النازحين أقله من خلال امتناع الدول الأوروبية في عدم التفكير في إيجاد حل لهذه المشكلة".

ورأى درباس في حديث صحفي له أن "قضية النازحين السوريين يجب أن تخرج من دائرة التجاذب السياسي اللبناني لتصبح قضية توحد اللبنانيين على مبدئها وعلى طريقة تنفيذ هذا المبدأ"، معتبرا "أننا لو بقينا نتلهى بالسجالات والمناظرات ستكون حدود القضية قد أصبحت بعيدة عن متناول اليد ويصبح الوجود السوري أمرا واقعا ولا يعد بالإمكان معالجته"، مشددا على أن "المستودعات هي للبضائع وليست للبشر ولبنان ليس مستودعا".

وأعرب درباس عن اعتقاده أنه "لو استطاعت ​الحكومة​ ومعها كل القوى اللبنانية أن تبلور موقفا صارما تبلغه إلى الدول المعنية ولا سيما الأوروبية و​الأمم المتحدة​ فإنهم سوف يتفهمون موقف لبنان"، مشددا على ضرورة أن "تكون لدى لبنان خطة قائمة على دراسة تقدم حلولا علمية قابلة للتنفيذ"، لافتا إلى أن "الخلاف الداخلي وعلى الرغم من أنه يشكل معضلة إلا أنه مشكلة مفتعلة هدفها خلق حالة من الاستنهاض الشعبوي".

وأكد أن "اللبنانيين لا يختلفون على أي تفصيل يتعلق بأزمة النزوح وأعبائها على لبنان وما السجال بشأنها إلا تعبير عن قصر نظر سياسي مخيف"، مشيراً الى أن "لبنان بات بحاجة إلى مؤتمر عربي أقله من الدول ​المحبة​ والصديقة لبحث أزمة ​النزوح السوري​، لافتا إلى أن هذا الموضوع يقتضي وجود إرادة لبنانية واحدة تستنفر الصداقات العربية والدولية، مقترحا ذهاب لبنان إلى جامعة الدول العربية لشرح مخاطر النزوح وانعكاسه عليه في شتى المجالات من أجل الحصول على موقف عربي واحد ومؤيد عندها العرب يمارسون ضغوطهم باتجاه الدول المعنية".

ورأى درابس أن "هناك قنوات تواصل مع سوريا من خلال المدير العام للأمن العام ومن خلال زيارات بعض الوزراء"، ملاحظا أن "هناك فرقا بين إجراء محادثات مع سوريا من أجل البحث في موضوع عودة النازحين وأن ينخرط لبنان بمحور سورية – إيران"، معتبرا أنه "إذا كان الغرض الإمساك باليد التي تؤلم لبنان والقول أنا أعيد النازحين إنما عليك أن تتحالف معي فهذا ما لا يحتمله لبنان".