شدّد مرجع كبير لصحيفة "الجمهورية"، على أنّ "بصرف النظر عمّن تسبب بهذا الاشتباك بين "​تيار المستقبل​" و"​التيار الوطني الحر​"، إلّا أنّ مفاعيله شديدة السلبية، ليس فقط على الصعيد الحكومي، بل على مستوى الاستقرار العام في البلد، الّذي هو حاليًّا ليس في وضع يحسد عليه".

ولفت إلى أنّ "رغم حدّة التخاطب، فإنّ ذلك لا يعني أنّنا وصلنا إلى أزمة كبرى لأنّه ما زال في الإمكان احتواء أيّ سوء تفاهم او التباسات"، محذّرًا من أنّ "لغة المنابر لا تبني بلدًا، ومفاعيلها السلبية على الجميع، وتجرّ على البلد المزيد من السلبيات حيال وضعه الاقتصادي والمالي".

وأوضح المرجع "أنّني لا أتّهم أحدًا، ولكنّ الإصرار على التوتير السياسي قد تترتّب عليه نتائج في منتهى السلبية علينا جميعًا. كان المطلوب أن نستفيد من التجربة وأن نتعلّم منها، بل يجب أن يعلم الجميع أنّ الكل محكومون بالتعايش حتّى ولو كان التعايش بالإكراه".

وركّز على أنّ "هذا الكلام برسم "التيار الوطني" و"المستقبل" والجميع، فلا أحد من بين الجهات كلّها له الأفضلية على غيره، ولا أحد يستطيع أن يغلب الآخر أو يلغيه أو يُقصيه، أو يملي رأيه على الجميع، أو يفرض مشيئته وإرادته على الخيارات، الدولة لا يمكن أن تسير بالابتزاز".

وبيّن "أنّنا في حكومة شراكة بين مكوّنات سياسية قرّرت الائتلاف في هذه ​الحكومة​، ولكن هذا لا يعني أن تتحكّم أي جهة بها أيّاً كانت هذه الجهة. وفي الخلاصة، وكما أنّ مسؤولية إطفاء الاشتباك هي مسؤولية رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، فهي بقدر أكبر مسؤولية رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، فدعونا لا نختبىء خلف إصبعنا"، مؤكّدًا أنّ "وضعنا يُحتضر، وأقلّ الواجب والمسؤولية ألّا نقطع عليه أنابيب الهواء ونخنقه، وعندها لا ينفع الندم".