جزم مطلعون على موقف رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية" أنّ "حرصه على ديمومة الحكومة هو الّذي أملى عليه رفع "لاءاته الحكومية"، مؤكّدين أنّه "سبق له أن عقد مع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ عشرات الاجتماعات لوضع خريطة طريق الحكومة قبيل ولادتها، فكيف يمكن لساعات خمس أن تنسفَ مجهود عشرات الساعات؟".

ورأوا أنّ "ردّة فعل "​تيار المستقبل​" مبالغ فيها ولا توازي حجم المواقف الّتي أطلقها باسيل، على أهميّتها ومغزاها، لكنّ تفاعل "المستقبل" بهذه الطريقة ينمّ عن محاولة لتحوير المسار وأخذ الأمور إلى غير مكانها"، لافتين إلى "خلاف جوهري في ملف ​النازحين السوريين​، هو الّذي أثار هذه الضجة، ودفع بباسيل إلى تصعيد موقفه، وهو الّذي يدرك تمامًا أنّ في حال لم تصوَّب الأمور راهنًا، فإنّ الحكومة ستواجه مطبات قاسية وجودية إذا لم يلتزم أعضاؤها روحية ​البيان الوزاري​".

وكشف المطلعون أنّ "مؤتمر ​بروكسل​ شهد سلة شروط ومطالب للدول المانحة من شأنها أن تضرب كلّ العصب الحكومي، كونها مناقضة لمبادئ الحكومة وثوابتها، حيث طلبت ​الدول المانحة​، وعلى مسمع من رئيس الحكومة، تأمين إجازات عمل للنازحين السوريين وإقامات في اعتبارهم نازحين يتمتّعون بحقوق معترف بها دوليًّا. وذلك بعدما تمّ الربط بين أموال "​مؤتمر سيدر​" وشرط تحويل جزء من الاستثمارات لمصلحة تشغيل يد عاملة سورية".

وشدّدوا على أنّ "أزمة النازحين هي الّتي فجّرت الخلاف، وقد تؤدّي إلى نسف الحكومة في حال لم يتمّ تطويقُها سريعًا، وهذا ما حذّر منه باسيل في خطابه".