عجزت منظومة الإحتلال الإسرائيلي عن تقفّي أثر "رامبو سلفيت" الشاب عمر أمين أبو ليلى (19 عاماً)، منفِّذ العملية البطولية المركّبة "طعناً وإطلاق نار"، التي قتل فيها جندياً إسرائيلياً وحاخاماً وجرح آخرين، بينهم إصابات خطرة، صباح أمس الأوّل (الأحد)، عند مفترق مستوطنة "أرئيل" - شمال مدينة سلفيت في الضفة الغربية.

وكانت وسائل إعلام العدو، ومنها موقع "0404" التابع للمستوطنين، قد زعمت أنّ "منفّذ عملية "أرئيل" قد قُتِلَ في اشتباك مسلّح مع جنود الإحتلال"، في إحدى المحاولات لإجبار عمر على القيام بها، لطمأنة أهله أنّه بخير، قبل أنْ يعود الموقع العبري إلى حذف الخبر بعد دقائق من نشره.

ولم تتمكّن قوّات الإحتلال من تحديد مكان تواري عمر، وبحوزته السلاح الحربي، الذي استولى عليه بعد طعنه الجندي الإسرائيلي.

كما فشلت في المعرفة المسبقة لنيّته تنفيذ العملية بوسيلتها وأسلوبها وطريقتها - وهو الطالب الجامعي في السنة الأولى، ويعمل في القرميد مع والده، وهم من عائلة متواضعة وبسيطة - على الرغم من الوحدات المتعدِّدة من قوّات الإحتلال، بما فيها الخاصّة المعزّزة ب​الكلاب​ البوليسية، والطائرات المسيّرة والمروحية والأجهزة التقنية، بما فيها وسائل التنصّت والتعقّب، حيث تنفّذ قوّات الإحتلال بين الحين والآخر عمليات اقتحام لبلدات وقرى عدّة في سلفيت، بحثاً عن منفِّذ العملية.

وحتى بوسائل الضغط التي مارسها الإحتلال، باعتقال والدي وشقيق عمر، بعد دهم منزلهم في بلدة الزاوية - غرب محافظة سلفيت، والعبث فيه ومصادرة العديد من أجهزة الكمبيوتر والخليوي وملفات تعود إلى عمر وأفراد العائلة.

وأغلقت قوّات الإحتلال المدخل الشمالي لمدينة سلفيت، ببوابة حديدية مانعة المواطنين من المرور عبر طريقة أسكاكا.

واقتحمت قوّات الإحتلال مدينة سلفيت، وقامت بالتمركز في عدد من شوارعها، وأغلقت مدخلي قرية مردا ببوابتين حديدتين، وعزلتها عن بقية قرى المحافظة.

واعتقلت قوّات الإحتلال، أمس، الشقيقين أحمد وخضر محمود شقير، أثناء مرورهما عبر حاجز عسكري نصبته على مدخل بلدة الزاوية - غرب سلفيت.

هذا في وقت، أقدم فيه المستوطنون على الانتشار المكثّف، بالقرب من مدخل بلدة كفل حارس - شمال غرب سلفيت، بحماية قوّات الإحتلال، بعدما قاموا بوضع كرفان بالقرب من دوار البلدة، وقاموا بمهاجمة مركبات المواطنين، قرب الدوار، بالحجارة متسبّبين بأضرار في عدد منها.

كما هاجم المستوطنون مساء أمس منازل المواطنين في بلدة كفل حارس.

في غضون ذلك، هدّد رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو بهدم منزل منفّذ عملية سلفيت.

وزعم نتنياهو أنّ "​الشاباك​ يعرف هوية منفِّذ العملية ومكان إقامته"، مؤكداً أنّه أصدر تعليماته "بهدم منزل عائلة الشاب".

كما هدّد بـ"الشروع في بناء 840 وحدة استيطانية جديدة يوم غدٍ (اليوم) في مستوطنة أرئيل".

وعلى صعيد ​الحراك الشعبي​ السلمي المطلبي، الذي يشهده قطاع غزّة منذ يوم الخميس الماضي، تحت شعار "بدنا نعيش"، تواصلت التظاهرات في مدن وبلدات القطاع، احتجاجاً على رفع أسعار السلع، وإقرار ضرائب - غير القانونية - ومطالبة بتأمين كامل الحرية للتعبير عن مطالبهم، وتأمين حرية ​الصحافة​ والتعبير وإبداء الرأي، ورفع الحصار عن القطاع.

هذا في وقت تقوم فيه ميليشيا "حماس" في غزّة بقمع المواطنين بوحشية واعتقالهم، بما في ذلك خلال مداهمات المنازل.

وسُجّل أمس تطوّر لافت، بنجاة عضو المجلس المركزي الفلسطيني والناطق بإسم حركة "فتح" الدكتور عاطف أبو سيف، من ​محاولة قتل​ على أيدي ميليشيا "حماس" في قطاع غزّة، ما أدّى إلى إصابته بكسور عدّة في رأسه وأنحاء جسده، خاصة في يديه وقدميه.

وأفادت مصادر طبية بأنّ وضع أبو سيف صعب، حيث خضع لفحوصات طبية وصور طبقية في رأسه وبقية أنحاء جسده للوقوف على وضعه الصحي.

ووفقاً لشهود عيان، فإنّ المجموعة التي اعتدت على أبو سيف، تضم حوالى 10 أشخاص، وبعدما أنهت الاعتداء، عاد أحد أفرادها وضربه بماسورة حديدية على رأسه، الأمر الذي يؤكد أنّ ما حدث هو محاولة قتل عن سابق إصرار وترصد.

واستولت ميليشيا "حماس" على مركبة أبو سيف، والأجهزة الخلوية الخاصة به.

كما تم الاعتداء على المواطن عبد المنعم جاد الله، الذي كان يتواجد مع أبو سيف لحظة الهجوم عليه، ما تسبّب بكسر في يده وخلع في كتفه.

وحمّل المجلس الثوري لحركة "فتح" "حركة "حماس" المسؤولية السياسية والقانونية والعشائرية والجنائية عما ترتكبه من فظائع بحق شعبنا في قطاع غزّة"، محذّراً "من استمرار "حماس" في هذا النهج التدميري الظلامي، لا سيما في ظل ما يتعرّض له شعبنا وقضيتنا الوطنية من مؤامرات تستهدف مشروعنا الوطني".

وعقد المجلس الثوري لـ"فتح" اجتماعاً عاجلاً أمس (الإثنين)، تدارس خلاله ما يتعرّض له أبناء قطاع غزّة، مؤكداً أنّ "الحراك الشعبي في قطاع غزّة، هو حراك مطلبي وشعبي، ورفض كل محاولات تسيسه من قِبل "حماس" وجعله فصائلياً".

وثمّن المجلس الثوري "البيان الذي صدر في 16/3/2019 بغزّة عن كافة الفصائل و​القوى الوطنية​، الذي أكد على حق شعبنا في الاحتجاج والتظاهر السلمي وتبنّى مطالبه العادلة، وطالب "حماس" بوقف بطشها وقمعها للمتظاهرين السلميين فوراً".

وثمّن "مقاومة شعبنا وتصدّيه لكل محاولات التهويد و"الأسرلة" التي تتعرّض لها المدينة المقدسة ولكل هذه المؤامرة".

فيما، أكدت "الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان" - "ديوان المظالم" أنّ "حماس تواصل انتهاكاتها بحق المشاركين بالحراك السلمي في قطاع غزّة، وتتابع وتوثّق وترصد تداعيات الحراك السلمي في قطاع غزّة "بدنا نعيش"، الذي بدأت فعالياته بتاريخ 14/3/2019، ولا تزال متواصلة في مختلف محافظات القطاع، للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وأنها توثق الانتهاكات التي تقوم بها "حماس" في قطاع غزّة لفض التجمّعات، عبر استخدام القوّة المفرطة دون مراعاة للمعايير والضوابط القانونية التي تنظّم الحق في ممارسة التجمّع السلمي، ودور ​الأجهزة الأمنية​ في حمايتها".

إلى ذلك، استأنفت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار" فعاليات الإرباك الليلي في مخيّمات العودة الخمسة، شرقي قطاع غزّة، بشكل متزامن، "بهدف إيصال رسالة للإحتلال الإسرائيلي بأنّ مسيرات العودة الكبرى مستمرة، وأنّ الحصار يجب أنْ يُرفع عن قطاع غزّة".

وجاء إعلان الهيئة بعد ساعات قليلة عن استئناف الحراك البحري على الحدود الشمالية الغربية لقطاع غزّة.

وكانت فعاليات الإرباك الليلي مع الحراك البحري قد توقفت قبل نحو 3 أسابيع.

وقرّرت "الهيئة" استئناف الحراك البحري رقم 26، الذي سينطلق الساعة 3 من بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) في مخيّم هربيا البحري - شمال غرب غزّة.

وأكدت الهيئة عقب اجتماعها الدوري لتقييم المسيرات والتحضير لمليونية الأرض والعودة/ استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار كخيار وطني لجماهير شعبنا الفلسطيني للتأكيد على التمسّك بثوابت شعبنا والحفاظ على المشروع الوطني إلى جانب كسر الحصار الكامل عن قطاع غزّة.

ودعت في بيان لها إلى "التحشيد الواسع وبجهد كبير لإحياء يوم الأرض والعودة الذي يصادف السبت 30 آذار الجاري بمليونية تضمّها المخيّمات الخمسة على امتداد شرق قطاع غزّة"، مؤكدة "الحفاظ على سلمية وشعبية مسيرات العودة بأنشطتها المختلفة والحرص على تجنيب أبناء شعبنا التعرض لأي اعتداءات يرتكبها قناصة الإحتلال".

ووجّهت "التحية إلى أبطال عملية سلفيت، التي تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الإحتلال.

في غضون ذلك، ذُكِرَ أنّ معتقل (رامون) الإسرائيلي، شهد مساء أمس (الاثنين)، توتّراً شديداً، حيث ارتفعت النيران من القسم (1) في السجن، بعد إحراق الأسرى 11 غرفة بداخله، حيث قامت وحدة (المتسادا) باقتحامه، فيما علت أصوات التكبير، وتواجدت سيارات الاطفاء داخل السجن.

وجاء ذلك ردّاً على قيام "مصلحة السجون" الإسرائيلية بوضع أجهزة تشويش إشارة الخلوي في سجن (رامون).