اشار رئيس ​المجلس الاقتصادي والاجتماعي​ ​شارل عربيد​ الى ان السنةً كانت مليئة بالعمل، مهّدت للغوص عميقاً في مضامين النشاط العام، لاسيما الاقتصادي والاجتماعي والبيئي منه. ولفت الى ان العمل في ​البيئة​ الرسمية يكتنفه الكثير من الالتباس، ويتطلب من الحذر ما هو أكثر، وهو للأسف موسومٌ كما تعلمون بتهمة البطء الصحيحة حيناً، والظالمة في أحيان كثيرة.

واوضح عربيد خلال افتتاح المؤتمر الوطني بعنوان "نحو سياحة مستدامة" في الواجهة البحرية لبيروت، "معايشة ضرورات الدولة وأهل الاقتصاد وفئات مجتمع الإنتاج تبين أن إرادة العمل عند المسؤول المدرك لمسؤوليته يمكن لها أن تغير الكثير، خصوصاً إذا وجدت ضمن إطار جهدٍ جماعي متناغم، بين مجموعة من المسؤولين المخلصين لقضايا وطنهم ومجتمعهم". اضاف "اشكر الوزير ​أفيديس كيدانيان​ الذي شاركنا تعب أيام التحضير لهذا المؤتمر وسنستكمل مسارنا خلال العام الحالي بسلسلة من المؤتمرات، أقربها مؤتمر الزراعة قرابة منتصف شهر نيسان، ومؤتمر ​الصناعة​ في النصف الثاني من حزيران، يليه مؤتمرا التكنولوجيا والعمل".

ولفت عربيد الى اننا نسعى إلى تحقيق نظام اقتصادي أكثر توازناً، وأقدر على الاستدامة من منطلق استغلال كل إمكاناتنا الوطنية، بدلاً من تثقيل القطاعات الناجحة بأعباء قاسية، ثم لومها على احتكار الاهتمام الرسمي، وقد آن الأوان وفقاً لهذا الفهم لأن تنشط قطاعات مثل السياحة و الزراعة والصناعة والتكنولوجيا في سبيل النهوض بالبلد، محميةً بشبكة أمان اجتماعي تخلق المحيط الدافىء للفئات الأكثر حاجةً، وتحمي التراكم الاقتصادي المتوازن باتجاه اقتصادٍ مستدام النمو.

واوضح ان النموذج الاقتصادي المأزوم أثبت عدم قدرته على تحقيق المصلحة الوطنية، بل إنه أصبح نظاماً مثقلاً بالأعباء، مولّداً للأزمات المتتابعة والمتصاعدة الأثر، إلى جانب كونه غير قادرٍ على حماية المكونات الاجتماعية بمختلف درجات دخولها، وقد عانى الاقتصاد ال​لبنان​ي في السنوات الأخيرة من تأثيرات سلبية أحدثتها الأوضاع الأمنية المحيطة، والسمعة السيئة التي عززتها الخلافات السياسية التي استمرت لفترة طويلة، والتي كانت أطول من قدرة معطياتنا الاقتصادية على تحملها، موضحا ان السياحة تحديداً هي أكثر الأنشطة الاقتصادية تأثراً بسمعة البلد المستضيف. وتحدد هذه السمعة الرعاية الإجرائية التي تهدف إلى حماية الزائرين بأمنهم وحقوقهم ومالهم.

واكد عربيد ان لا سياحة مستدامة من دون استقرار سياسي، وبيئة نظيفة، وتكافل وتضامن سياسي، وصورة جميلة وسمعة طيبة للبنان، وإصلاح حقيقي في الأداء السياسي وفي الإدارة، ولا سياحة ولا اقتصاد مستدامين من دون ثقافة محاسبة حقيقية ووقف فوري للهدر وتقليص الأعباء.