اختصر رئيس حزب ​القوات​ ​سمير جعجع​ معركة "القوات" في المرحلة المقبلة بعدة عناوين ابرزها "تخفيض عجز ​الموازنة​ واصلاح ​الكهرباء​ وتشكيل هيئة ناظمة للكهرباء والاتصالات، وتحويل كل المناقصات الى دائرة المناقصات"، معتبرا ان "الحديث عن معركة ​رئاسة الجمهورية​ حاليا ساذج، لانه بال​سياسة​ اسبوع وقت طويل فكيف اذا كان 4 سنوات"؟ واكد ان "القوات دخلت ​الحكومة​ كي تصنع الفرق"، مشيرا الى ان "الخلافات حول ​التعيينات​ والكهرباء أخّرت انطلاقتها".

جعجع وفي حديث الى "​النشرة​"، أضاف: "همنا الاساسي في القوات هو الوضع ​الاقتصاد​ي والاجتماعي، وأي معالجة للاقتصاد عليها ان تبدأ من الموازنة حيث يجب تخفيض عجز الموازنة الى 5 مليارات دولار بعد ان كان 6 مليارات في موازنة العام 2018، وتخفيضه الى نسبة 8 بالمئة بعد ان سجل 11 بالمئة عام 2018.

"تطبيق الآلية بالتعيينات"

ولفت جعجع الى انه "مع ​تشكيل الحكومة​ الجديدة كنت اتصور اننا لن ننام الليل جراء الاجتماعات السريعة لاخراج البلد من وضعه الاقتصادي الصعب، الا ان ما شهدناه كان غير ذلك بسبب وضع البعض للعصي في دواليب رئيس الحكومة ​سعد الحريري​"، وأسف على هذا الوضع، موضحا انه لا يستوعب الخلاف على التعيينات، خاصة وان هناك آلية لها ونحن مع تطبيقها، كاشفا ان القوات تعمل مع افرقاء آخرين في الحكومة للضغط بإتجاه اعتمادها بالتعيينات، موضحًا انه مع تعديلها اذا كان هناك ملاحظات على الحالية، الا انّه لن يقبل بالتعيينات في الحكومة الا وفق الآلية المتّبعة، "مع العلم أنه اذا اردنا ​المحاصصة​ كل فريق يتمثل بحسب حجمه، اي أن الفريق الذي يمثل 51 بالمئة من المسيحيين لا يمكن ان يأخذ 100 بالمئة من التعيينات، رغم أن القوات ليست مع المحاصصة، والعهد يقوى بالتعيينات وفق الآلية".

وحول تعيينات ​المجلس العسكري​، قال جعجع: انّه مؤسسة خاصة بمعايير خاصة، والافضل الاّ يتدخل بها أحد غير ​رئيس الجمهورية​ والحكومة وقائد ​الجيش​.

"تخفيض هدر الكهرباء"

وفي ملفّ الكهرباء، اعلن جعجع ان اول خطوة على هذا الصعيد يجب ان تكون عبر ايقاف الهدر الذي يقدر بـ50 بالمئة، 15 بالمئة منها هدر تقني و35 بالمئة هدر بين جباية والتعليق على الشبكة، ولا يجوز انتاج الكهرباء قبل تخفيف الهدر الى 6 او 7 بالمئة، رغم أنّ المعدل العالمي هو بين 2 و3 بالمئة. واستغرب استمرار الحديث عن الاستعانة بالبواخر، نافيا ان يكون سعر طاقة البواخر هو الارخص، مع العلم انّها تّستعمل في دول العالم لاسباب طارئة كالكوارث وما يشبهها ولفترة وجيزة بين اسبوع وعدة اشهر فقط، خلاف ما هو حاصل في ​لبنان​ اليوم. واشار جعجع الى ان "سيمنز" اقترحت خلال زيارة المستشارة الالمانية ​انجيلا ميركل​ الى لبنان تقديم دراسة عن الهدر، الا ان هناك من عمل على صدّ هذه المساعدة المجانيّة، داعيا في السياق الى بناء معامل جديدة وفق نظام الـ"B.O.T."، وحين ننتهي من وقف الهدر نبدأ بالعمل على تغطية العجز لحين الانتهاء من بناء المعامل عبر البواخر او أي طريقة أخرى عبر دائرة المناقصات، ونحن لن نرضى بإجراء أيّ مناقصة خارج الدائرة المذكورة. وشدّد على ان الكهرباء في لبنان مأساة فعليّة والقوّات ستطرح خطوات عمليّة في هذا الموضوع، وتحدّث عن ضغوط مورست على القوات لالغاء ورشة العمل التي اطلقتها في هذا الاطار للخروج بتوصيات بحجّة ان موضوع الكهرباء ليس عند القوات، الا اننا لم نرضخ للضغوط واصدرنا دراستنا.

ولفت الى انه تم التعاقد مع مقدمي الخدمات في مؤسّسة ​كهرباء لبنان​ لتركيب العدادات الذكيّة، الا ان السؤال اليوم اين هي؟ وردا على سؤال قال جعجع ان "العدادات الذكية بحاجة الى ذكي كي يركّبها" داعيا الى تعيين هيئة ناظمة للكهرباء، ومجلس ادارة للمؤسسة كما تعيين هيئات ناظمة حيث تدعو الحاجة لا سيما في ​قطاع الاتصالات​. كما دعا الى التعيين في ​مجلس الانماء والاعمار​ وفق الاليّة المتبعة.

"اعادة ​النازحين​"

وفي ملف النازحين، اكّد جعجع ان موقف القوات واضح وصريح بهذا الخصوص وهو يجب اعادتهم اليوم قبل الغد بعزة وكرامة، لاننا منذ 8 سنوات نحمل عبء مليون وخمسمئة الف بالاضافة الى المخاطر الامنيّة المترتبة على ذلك، مؤكدا ان الرئيس السوري ​بشار الاسد​ لا يريد اعادتهم الى ​سوريا​، موضحا ان التركيبة الحاليّة في سوريا تناسب النظام حيث يتمثل ​السنة​ بأقصى الاحوال بنسبة 60 بالمئة مقابل العلويين و​الشيعة​ والاقليّات، كما أنّ السنّي الموجود في سوريا مُوالٍ للنظام، وتحدث رئيس القوات عن "التشييع" المستمر في سوريا وعمليّات نقل القبائل الشيعيّة الافغانيّة اليها.

واكد رئيس حزب القوّات ان ​النظام السوري​ لم يقبل بإدخال الالاف من النازحين، لافتا الى ان المكاتب التي فتحها ​حزب الله​ و​التيار الوطني الحر​ لم تؤدِّ الغرض المنشود منها، مشيرا الى أنّ بلدة ​القصير​ السوريّة خير مثال على ذلك، حيث ان أهلها يناشدون لاخلائها والعودة اليها وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، مع العلم ان امين عام حزب الله ​السيد حسن نصرالله​ يستطيع فرض موضوع إعادة النازحين على الاسد.

"زيارة عون الى سوريا"

اضاف جعجع "انا مع زيارة ​الرئيس ميشال عون​ الى دمشق مع آخر 100 نازح عائد الى سوريا، وردا على مقولة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ "إما اعادة النازحين او لا حكومة" قال جعجع "اذا كان باسيل يستطيع اعادتهم سأقبّله بين عينيه"، داعيًا في السياق عينه لتبديد هواجس فريق من اللبنانيين، وكبادرة حسن نية تجاه لبنان لإعادة 200 الف نازح سوري، وبعدها نبدأ الحديث بمواضيع أخرى. واكد انه لا يؤيّد ربط عودة النازحين بالحلّ السياسي او اعادة الاعمار، الا انّ العودة بحاجة لمناخ غير متوفّر اليوم، ولذلك لا نتيجة للحديث مع الاسد بهذا الخصوص. وجدّد التأكيد ان النظام السوري لن يستمر، لانّ الأسد يسير عكس التاريخ، كما أنّ ​الوضع الاقتصادي​ والاجتماعي في سوريا صعب جدا.

"​مكافحة الفساد​"

وعلى صعيد ملفّات الفساد، اكّد انه لا يوجد نتيجة حتى الساعة ونحن بإنتظار اجتماعات الحكومة لمعرفة الجدّية في الموضوع، خاصة وان "سيدر" لن يطبّق من دون اصلاحات جدّية، واوضح انه يتطلع لنتائج اجتماعات ​لجنة المال والموازنة​ فيما خصّ التوظيف، مؤكّدا انه لا يوجد مراعاة لاحد في ملفّ الفساد، معتبرا انه كان على رئيس الحكومة الاسبق ​فؤاد السنيورة​ ان يسبق الجميع الى ​القضاء​ لاثبات براءته عبر فتح الملفّات لا سيّما الـ11 مليار دولار.

واعتبر ان حزب الله لا يتحمل مسؤولية التهرّب الجمركي والبضائع عبر المرفأ بل الدولة هي المسؤولة عن توقيف التهريب والتهرّب الجمركي، مشيرا الى ان التقاطع بين القوات وحزب الله على ملفّات الفساد تكون وفق نظام "على السكين يا بطّيخ"، أي كل ملفّ بملفّه، وقد التقينا سابقا بملفّ البواخر، ولكن السؤال اليوم هل يستطيع الحزب تحمل خسارة حلفائه الاستراتيجيين في معركة الفساد، لا سيما وان لديه معارك استراتيجية أهمّ من هذه المعركة؟ الا اننا بإنتظار النتائج ولن نحكم على النوايا.

ونفى رئيس القوات سيطرة ​ايران​ على لبنان، لانها قوية فيه وصوت حزب الله اعلى من صوت غيره، مشيرا الى عدة وقائع تناقض نظرية قوة ايران في لبنان، ومنها استبعاد النائب ​البير منصور​ من مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء، كما ان زيارة وزير الخارجية الايراني ​محمد جواد ظريف​ الى ​بيروت​ لم ينتج عنها أي اتفاقيّة رغم انه وزير مشهود له بكفاءته، موضحا ان التعاطي مع زيارة وزير الخارجية الاميركي ​مايك بومبيو​ الى لبنان سيكون عاديًّا كمان كان التعاطي مع زيارة ظريف.

وفيما خصّ الحدود البحريّة، اكدّ انه ضد التنازل عن شبر ارض من لبنان، الا انّه بالمقابل ليس مع اختراع المشاكل على طريقة ​مزارع شبعا​، وهي مشكلة مفتعلة يمكن ان تنتهي بجلسة بين لبنان وسوريا وتقديم اوراق الى ​الامم المتحدة​ لاثبات لبنانية المزارع.

تجدر الاشارة الى أن كلام جعجع جاء خلال لقائه ​رابطة خريجي الاعلام​ برئاسة ​عامر مشموشي​.