أكد وزير الاقتصاد والتجارة ​منصور بطيش​ أن "زمن الاستقواء على الناس واستباحة حقوقهم قد ولى. وان زمن الغش والتحايل وحرف الكلمات عن معانيها قد ولى ايضا. فليس مقبولا ان تكون عبارة "على الطريقة اللبنانية" تعني تشاطرا والتفافا على القوانين، في حين أن "الطريقة اللبنانية" التي نفتخر بها، هي الابداع والانتاج والريادة في كل ​الميادين​".

وخلال الاحتفال بمناسبة "اليوم العالمي لحقوق المستهلك " في السراي الكبير برعاية رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ ممثلا بوزير الاعلام ​جمال الجراح​ وحضور حشد من الوزراء والنواب، أشار بطيش الى "أننا نلنقي اليوم لنحتفل "باليوم العالمي لحقوق المستهلك"، واذا كان كل لقاء على الصالح العام مستحبا ومطلوبا، الا انه في قناعتي ومفاهيمي إن حماية حقوق المستهلك عمل كل يوم وكل ساعة. وما الاحتفاء بهذه الحقوق اليوم، الا لتجديد التزامنا ك​وزارة الاقتصاد​ والتجارة، وكحكومة، بحماية الناس ومصالحهم. وتأتي رعاية الحريري مشكورا، لهذا الحدث لتشير الى ألاهمية التي يوليها دولته و​الحكومة​ مجتمعة لاولوية الدفاع عن حقوق الناس، وقد لخصها الميثاق الدولي لحقوق المستهلك بثماني بنود هي: حق الأمان ، حق الاختيار، حق المعرفة حق الاستماع الى آرائه، حق التعويض ،حق إشباع الحاجات الاساسية، حق التثقيف وحق الحياة في بيئة صحية، وانني أضع حق المعرفة والوصول الى المعلومات في مقدمة هذه الحقوق. فالمستهلك، وكلنا مستهلكون، يحتاج الى معرفة حقوقه ليكون هو المطالِب الاول بها. وانني أتعهد أمامكم بأن تواصل ​وزارة الاقتصاد والتجارة​ الدفاع عن هذه الحقوق وتعزيزها وحمايتها".

ولفت الى "أنني أتفهم تماما شكاوى الناس واحساسهم بالغبن حين يشعرون أنهم يتعرضون للغش، وهذا ما تتجند وزارة الاقتصاد لمكافحته ونحن حاسمون في ذلك من ضمن الامكانيات المتوافرة والتعاون المشكور مع كل الاجهزة الامنية. وانني أضع بين ايديكم بالارقام نشاط مديرية حماية المستهلك ومصالح وزارة الاقتصاد والتجارة في المحافظات في خلال شهر ونصف، منذ الاول من شباط وحتى 17 آذار الحالي. فقد قامت المديرية ب 5468 زيارة كشف على مختلف الاراضي اللبنانية وسطرت 448 محضر ضبط بالتعاون المشكور مع القوى الامنية المختصة."

وأكد أن "طموحنا اكبر بكثير. لكننا نعمل وننجز ونتمنى أن نستعيد ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها. ونحن على قناعة أن الثقة لا تُعطى بل تُستحق. ولان هذا بعض من طموحنا، فاننا حريصون على مبدا الشفافية في وزارة الاقتصاد والتجارة. هذه الشفافية التي نريدها أن تنسحب على كل سياسات الدولة والتزاماتها الاقتصادية والمالية. لن أعدد انجازات الوزارة ، وقد تمت الاضاءة على بعض منها، سواء بكلمة المديرة العامة، او بعض الشهادات التي سمعتموها، الا أنني سأتوقف عند ورشتين : الاولى داخلية لتطوير عمل الوزارة، وورشة ثانية لزيادة وتوسيع التعاون مع معظم شرائح المجتمع في القطاعين العام والخاص."

وأشار بطيش الى أنه "في الوزارة، نعمل على تطوير نظام معلوماتي يسمح بتخزين معلومات جميع المؤسسات وتحليلها لاستنتاج المخاطر واستباقها. وهو ما يسمح بتتبع السلع منذ تصنيعها في لبنان او ادخالها الى الاراضي اللبنانية، حتى استهلاكها. كما سنسعى لتامين التمويل اللازم لتطوير مراكز الوزارة على المعابر الحدودية، لاسيما مرفأ بيروت. وسنتابع تقييم أداء مديرية حماية المستهلك وفق مؤشرات علمية والتأكد من التزام جميع الموظفين بالقوانين، وسنتشدّد في الاجراءات بحق المخالفين. لكن اسمحوا لي في هذه المناسبة أن اوجه تحية لكل الفرق العاملة في مديرية حماية المستهلك الذين يعملون بكل طاقاتهم ولساعات مفتوحة حماية للامن الغذائي للناس ومراقبة الاسعار وضبط اسعار المولدات وغيرها الكثير".

وشدد على أنه "لاننا نؤمن في الوزارة بأهمية التوعية وهدفنا حماية حقوق الناس، فاننا سنعمل مع وزارة الدولة لشؤون التنمية الادارية لاعداد أربعة دلائل: دليل المستهلك، دليل التاجر، دليل المراقب، ودليل المواطن، وجميعها تتضمن المعلومات الضرورية لخدمة المواطنين. أما الورشة الثانية، فمخصصة لزيادة التعاون والتنسيق مع الجامعات وجمعيات المجتمع المدني بكل اطيافها تعزيزا لشراكتنا الاستراتيجية معهم. وقد عكس برنامج تطوع الطلاب الجامعيين ومشاركتهم في نشاطات حماية المستهلك مقدار نجاحه، خصوصا لجهة إعادة ثقة الطلاب بالدولة. وسنواصل توقيع الاتفاقيات مع عدد من الجامعات في مختلف المناطق، وفي هذا السياق نوقع اليوم اتفاقية مع جامعة العائلة المقدّسة، والتي سيكون لها ما يليها."

وأعلن الوزير بطيش اطلاق المرصد الوطني للمستهلك الذي سيعمل على اعداد الدراسات التي ترصد وتوثق حركة السلع والخدمات وتأثيرها على المستهلكين وأنماط السلوك السائدة. وسيكون للجامعات وطلابها الشباب، رواد التغيير، الدور البارز. وهذا ما سيسمح بتطوير عمل مديرية حماية المستهلك من خلال تعزيز الرقابة المسبقة التي لها نتائج ملموسة ترتكز على الدراسات والتخطيط.