لفت ​السيد علي فضل الله​ خلال الحتفال الذي أقامه المركز ​الإسلام​ي الثقافي بالتعاون مع حركة "درب مريم"، بمناسبة ​عيد البشارة​ إلى "اننا لم نرد من هذا اللقاء أن نستعيد التاريخ، ونحن مدمنون على استعادة التاريخ وبالطبع، ولا نريده لقاء مجاملة مما اعتدناه في هذا البلد، بقدر ما نريد أن نعمّق من خلاله وحدة الرسالات السماوية في منطلقاتها وأهدافها".

وأكَّد "أنَّنا بحاجة إلى أن نعزّز مواقع اللقاء في نفوسنا، في أحاسيسنا ومشاعرنا، وعلى أرض الواقع، وأن نربّي عليها مجتمعنا وطننا ومستقبلنا، فلا يمكن للوطن أن يُبنى بالحساسيات والهواجس والتوترات والأحقاد، أو أن يكون الخير لهذه الطائفة أو هذا المذهب أو هذا الموقع، ولو على حساب الناس، ما يؤدي إلى اختلال العدالة، فالغبن مشروع فتنة وحرب"، مشيراً إلى أن "سبب ما نعانيه على مستوى الواقع الفردي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، يعود إلى تفريغ الأديان من القيم، بحيث تحوَّلت إلى شكل دون مضمون، أو أداة من أدوات الصراع والشحن والتعبئة، فعلى اسمها نتقاتل ونتباغض ونتحاقد ولقد أخرجنا الدين من إنسانيته ومن كل المعاني التي جاء الرسل من أجلها".

وأشار إلى أنه "دعونا نستلهم من صفاء مريم وطهرها ونقائها الصفاء والطهارة في نفوسنا، لنطهّر نفوسنا أولاً من كل حقد وبغضاء، ولنعيد للدّين قيمته وأصالته، ليكون حلاً للحياة، لا مشكلة لها ولقد جاءت الأديان، كلّ الأديان، لتجمع لا لتفرق، لتزرع ​المحبة​ لا الحقد، لتبعث السلام لا ​العنف​، لبناء ​الحياة​ لا لهدمها"، لافتاً إلى "اننا نريد لهذا البلد الذي هو بلد الأديان أن يكون كما هو، أنموذجاً وقدوة للآخرين.. وموقعاً للحوار وهنا، نؤكّد أهمية ما دعا إليه ​رئيس الجمهورية​ ال​لبنان​ية ​ميشال عون​، ابن هذه المنطقة، عندما دعا إلى اعتبار لبنان مركزاً لحوار الأديان والحضارات ولكن هذا لن يتمّ إلا إذا قدَّم ​اللبنانيون​ صورة حقيقية لذلك وهذا ما نريده ونعمل له على مستوى هذه المنطقة وهذا الوطن وفي ​العالم​ واللقاء بين الإسلام والمسيحية".

من جهته، أفاد مستشار رئيس الجمهورية الأستاذ ​ناجي الخوري​، بأنَّ "الوقت حان لكي نتكاتف ونتعاون لإظهار وجه لبنان الحضاري، ولكي نبرز دورنا كوطن الرسالة، لا بالقول فحسب، بل بالفعل أيضاً"، مشيراً إلى أنه "علينا رصّ الصفوف وتكثيف الجهود كي لا ينحصر عملنا في مناسبة واحدة يتيمة، بل ليمتد على طوال أيام ​السنة​، وعلى كامل مساحة الوطن"، لافتاً إلى أنه "آن لهذا الوطن الجريح أن يطوي صفحة الماضي، وأن يبدأ بورشة بناء الوطن والإنسان".