اعتبر النائب في ​كتلة التنمية والتحرير​ ​محمد نصرالله​ أنّ المواقف التي أطلقها وزير ​الخارجية الاميركية​ ​مايك بومبيو​ من ​بيروت​ توحي باصرار أميركي على ممارسة ​سياسة​ "عوجاء" في التعاطي مع قضايا المنطقة و​لبنان​، لافتا الى انه بالمقابل سمع كلاما واضحا وحاسما لجهة أن "​حزب الله​" حزب سياسي منتخب من قبل قسم كبير من ​الشعب اللبناني​ ما أدّى لحيازته على كتلة نيابيّة واسعة تمثله بحصّة وازنة في ​الحكومة​، مشيرا الى انّه اذا كان الاميركي حقيقة حريص على الديمقراطية كما يدعي فمن المفترض أن يحترم ارادة الشعب اللبناني.

وتحدث نصرالله لـ"النشرة" عن وقاحة اعتمدها بومبيو في مخاطبة اللبنانيين، معتبرا ان العنصر الوحيد الذي يقلقنا هو ان يؤدّي ما قاله الى انقسام داخلي لبناني وبالتالي الى مفعول سلبي على الوضع العام. وقال: "لا شك أنّ هناك في الداخل اللبناني من يعتبر اليوم نفسه منتميا للمحور الاميركي، لكننا في المواقف الوطنية الكبيرة لا نتوقع من هؤلاء أن ينصاعوا تماما للشروط والارادة الاميركيّة، ونتمنّى ان يبقى الجميع متمسكين ب​الحياة​ السياسية المشتركة وبالمحافظة على الامن الوطني".

وردا على سؤال، رأى نصرالله أن الجزء الكبير من خسارة المحور الاميركي في لبنان والمنطقة تعود الى المواقف والمواقع غير الحكيمة التي تتخذها ​واشنطن​ في التعامل مع قضايا المنطقة، وقال: "سنتصدى لأية اجراءات غبيّة تتخذها لأننا لن نسمح بأن تنعكس سلبا على الواقع اللبناني".

وأشار النائب في كتلة التنمية والتحرير الى اننا كلبنانيين نتوقع من الاميركيين كل السلبيات، لكن لدينا بعض الاطمئنان لجهة قدرتنا على التعامل مع الواقع بكثير من الحكمة والروية. واضاف: "أما بخصوص ملفّ الحدود البريّة والبحريّة، فقد سمع بومبيو موقفًا موحدا من المسؤولين اللبنانيين لجهة عدم السماح بقضم ولو أجزاء صغيرة سواء من الحدود البرية او البحرية".

وتطرق نصرالله للعمل الحكومي، فذكّر انها تحمل عنوان "الى العمل" وبالتالي لا وقت لتتم اضاعته، أضف ان الظروف السياسيّة لا تسمح باضاعة أي فرصة على الاطلاق والوقت بات ضيّقا جدًّا لاقرار ​الموازنة​ وفق المهل التي أقرها ​مجلس النواب​.

وعمّا اذا كانت حركة "امل" ستسير بالخطة التي طرحتها وزيرة الطاقة ندى البستاني والتي ستبحثها اللجنة الوزارية خلال الاسبوع الجاري، شدّد نصرالله على انّ ​قطاع الكهرباء​ يشكّل العنوان الاساسي الذي ينبغي السيطرة عليه كي لا يبقى بابا واسعا للهدر. وقال: "يجب اقفال هذا الباب الى غير رجعة وبأي شكل من الاشكال". وأضاف: "صحيح أن رؤيتنا لحل الأزمة في هذا القطاع كانت مختلفة طوال المرحلة الماضية وقد عارضنا بشدة خيار البواخر، لكننا نعتقد أن المسافات باتت أقرب اليوم". وختم: "دعونا لا نستبق مشاورات اللجنة الوزاريّة ونعطيها الوقت اللازم الذي حدّده لها ​مجلس الوزراء​ للانتهاء من دراسة الخطة".