كشفت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية، أن رغم "العاصفة" التي شكّلها الهجوم الأعنف على الإطلاق الذي شنّه وزير الخارجية الأميركية ​مايك بومبيو​ من ​بيروت​ و"بلا قفازات" مستهدفاً ​حزب الله​ و​إيران​، أنّ "الرسائل الخشنة" التي وجّهها رئيس الديبلوماسية الأميركية لن تترك تشظياتٍ على الواقع السياسي الداخلي و"ستاتيكو الواقعية" الذي يحْكمه، وإن كان تَعمُّد ​واشنطن​ قرْع طبول المواجهة التصاعُدية مع الحزب وطهران من لبنان يعني عملياً أن الأخير بات يسير على "حبلٍ مشدود" أوّله كيفية الحفاظ على "بوليصة التأمين" لاستقراره الداخلي في غمرة "صراع الفيلة" في المنطقة الذي تشكل إيران أحد جبهاته المحتدمة والذي ترتبط به بلاد الأرز عبر حزب الله، وآخِره التحديات الكبيرة التي تطلّ من "الخاصرة الرخوة" المالية - الاقتصادية والتي تَتَشابَك وصْفاتُ معالجتها مع التعقيدات السياسية بأبعادها الاقليمية - الدولية.

ورأتْ هذه الأوساط عبر "الراي" أن خلاصةَ زيارةِ اليومين لبومبيو والتي أنهاها أمس، عكستْ وضوح الرؤية الأميركية حيال استراتيجيةِ المضيّ بالضغط غير المسبوق على إيران وحزب الله لتضييق الخناق عليهما ووقْف سلوكهما "الخبيث"، وفي الوقت نفسه التَمَسُّك بدعْم المؤسسات الشرعية ولا سيما ​الجيش​، مع تشديدٍ على محاذير أيّ التفافٍ على العقوبات على الحزب أو السماح بالتفلّت منها عبر ​القطاع المصرفي​ أو تحويل لبنان "ممرّاً خلفياً" لطهران لفكّ طوق الحصار الذي سيشتدّ حولها.