شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، على "أننا كلنا مدعوون في زمن ​الصوم​ إلى التوبة والمصالحة، إلى مراجعة الذات بإلقاء نظرة وجدانية أمام الله على طريقة حياتنا وأعمالنا، فنكتشف الكثير من الخطايا والأخطاء"، مشيرا الى أنه "لا يمكن أن تعيش جماعة بسلام وسعادة من دون توبة ومصالحة، أكانت هذه الجماعة عائلية أم كنسية أم إجتماعية أم وطنية وسياسية. إن التراشق بالأخطاء والتهم يزيد الخلافات وينتزع الفرح من القلوب ويؤجج نار الحقد والعداوة".

وخلال ترؤسه قداسا احتفاليا في يوم المختار، دعا الراعي الجماعة السياسية عندنا، "كي يعيش أفرادها التوبة والمصالحة، بالعودة إلى الله والذات أولا، من أجل إمكانية العودة إلى الشعب والوطن ومؤسساته. فتعيش عندئذ الجماعة الوطنية بفرح وتنعم بالتقدم والازدهار والاستقرار"، مؤكدا أن "ال​سياسة​ ليست وسيلة للنفوذ وتحقيق الثروات الخاصة على حساب المصلحة العامة. المصالحة مع ​السياسة​ تحمل السياسيين على الالتزام بالقيم الانجيلية والقواعد الأخلاقية الآخذة في التلاشي عندنا، بينما كانت ميزة رجالات البلاد والمسؤولين والعاملين في الوزارات والإدارات العامة. هذه الأخلاقية السياسية هي المدخل ل​مكافحة الفساد​ والتمتع بالصدقية والاستقامة المسلكية، ولتقديم المصلحة العامة على المصالح الفردية والفئوية".

ورأى أن "المصالحة السياسية تعزز الممارسة الديمقراطية التي هي الشرط الأساس لبقاء ​لبنان​، وتنشر الثقافة الديمقراطية ومفهوم المواطنة الحقة"، موضحا أنه "عندما يتصالح السياسيون مع الله وذواتهم ومع السياسة، يستطيعون الإنتباه إلى حالة الشعب، فيجدوا الحلول لمشاكله، ويؤمنوا حقوقه الأساسية، ويوفروا له أسباب العيش الكريم، ويعتنوا ب​الشباب​ والأجيال الطالعة مؤمنين مستقبلهم في وطنهم من خلال تأمين فرص عمل يحفزون من خلالها مواهبهم وعلومهم وقدراتهم"، لافتا الى أنه "في زمن الصوم المفتوح أمامنا للتوبة والمصالحة، نحن أمام فرصة ذهبية تفتح أمامنا الطريق إلى العيش بفرح وسلام".

وأكد "اننا نرافق بالصلاة ​رئيس الجمهورية​ في زيارته الرسمية إلى ​روسيا​. ونأمل في أن يلقى نجاحا موضوع عودة ​النازحين​ السوريين إلى بلادهم، لخيرهم الشخصي وخير وطنهم، ولخير لبنان الذي لم يعد قادرا على حمل العبء الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي الثقيل، ولا على مواجهة الأخطار السياسية والديموغرافية والأمنية الناشئة".