لفت ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​، في كلمة له خلال حفل استقبال اقامه سفير لبنان في ​موسكو​ السفير شوقي بونصار على شرفه الى "أنني انتخبت في مرحلة صعبة في تاريخ لبنان، كانت فيها المؤسسات شبه مشلولة، والارث ​الاقتصاد​ي ثقيلاً علينا، والارهابيين يحتلون قسماً من جبال لبنان الشرقية. كانت الهموم كبيرة وبدأنا بمواجهتها الواحدة تلو الاخرى. حررنا ما كان محتلاً من الارهاب، ونظمنا الامن، حتى بات لبنان يعتبر من اكثر دول العالم أماناً، ولم تحصل اية حادثة أمنية في الداخل اللبناني بعد تطهير الجرد من الارهابيين".

وأشار الى أن "الحروب حول لبنان، اقفلت الطرقات عليه، وخصوصا عبر سوريا، الى امتداده الحيوي أي الدول العربية ودول الخليج. وفي الجنوب هناك اسرائيل. كل هذه العوامل اضافة الى الازمة الاقتصادية العالمية، وازمة النزوح السوري، أثرت علينا كثيرا"، مبينا أن "لبنان يمر اليوم بحالة صعبة ولكننا نعمل للخروج منها. وهذا ليس مستحيلاً لأنني اعتقد ان ​الشعب اللبناني​ جاهز لخوض حرب ​المقاومة​ لقيامة الاقتصاد والمؤسسات".

وتوجه الرئيس عون الى الجالية قائلا: "انتم من الشعب اللبناني المنتشر في العالم، ونحن نسعى لتعزيز روابط اللبنانيين المنتشرين في العالم، بوطنهم الام. فمن كان يهاجر، بدا كأنه قطع الامل بأي علاقة مع وطنه، ونحن عدنا واحييناها بفضل وزير الخارجية الذي جال في دول العالم بأسره، ومعه تيقنا بأن لبنان هو على وسع الكون، واسميناه لبنان الكوني، لأنه بالفعل موجود بين القطبين الشمالي والجنوبي".

واضاف: "انتم قسم من اللبنانيين المنتشرين، ونتمنى عليكم التعلق بوطنكم وزيارته دائماً، والوجود معنا في كل المناسبات. وطنكم مناخه جميل جداً ومياهه جيدة برغم كل الشائعات حوله. ونأمل في هذا الصيف ان تزوروا بلدكم. ومن خبرتي في النفي لمدة 15 سنة، كل ما كنت احن اليه هو بلدي وذكرياتي في بلدي. دائما لدينا حنين لحياتنا الاولى، ولجو بلدنا ومناخه ولعلاقة الناس بعضها ببعض. بالرغم من كل شيء، العالم الغربي جاف. لذلك لبنان خاصة والمشرق عموماً هما قلب الغرب، فيما لبنان هو عقل لشرق عاطفي. انتم العقل الذي يجول على كل الحضارات، فتغنون لبنان بحضاراته ونظرته العقلانية والفكرية، وهو يغنيكم بالعاطفة المشرقية. وهكذا الانسان يظل انساناً ولا يتحول الى آلة".

وأكد الرئيس عون "أننا نسعى لعلاقات متطورة مع ​روسيا​ الاتحادية، اقتصادية وثقافية وحضارية، وستكونون اقرب بالعقل والعاطفة لوطنكم ولروسيا. اللبنانيون عاشوا في كل المجتمعات ومع كل الاتنيات، والسبب هو ان ثقافتنا متعددة الابعاد، ونحن عصارة حضارات، من اقدم شعوب الارض الى اليوم. عرفنا الرومانيين وكتبنا باللغة الفينيقية. وعرفنا اليونان وكتبنا باللغة اليونانية. عرفنا الاراميين الذين اسسوا حضارات المشرق، وعرفنا الفرنسيين والانكليز والعرب. وخرجنا بخلاصة ثقافة ذات ابعاد متعددة، منها البعد الانساني. لا شك ان الناس ليس لديها كل الابعاد، ولكن نحن لدينا. وببعد واحد من شخصيتنا يمكننا ان نعيش في مجتمع معين، وببعد آخر نعيش في مجتمع آخر. اذا ثقافتنا الانسانية والاجتماعية وعقليتنا المضيفة ومناخنا الجميل يجمعون الجميع حولنا. واطلب منكم ان تكونوا انتم ​صوت لبنان​ في روسيا الاتحادية".