افادت معلومات لصحيفة "الأخبار" بأن "الرئيسين الروسي ​فلاديمير بوتين​ وال​لبنان​ي ​ميشال عون​ عرضا خطوط تفاهم عامّة حيال مختلف الملفّات المشتركة، بدءاً من ملفات ​النفط والغاز​ والتعاون العسكري والمالي والتبادل التجاري والاقتصادي، وصولاً إلى التعاون في الملفات الدبلوماسية على المستوى الدولي ومآلات ​الأزمة السورية​ وانعكاساتها على لبنان، ولا سيّما مسألة ​النازحين​"، مشيرة الى أن "الرئيس عون ركّز على الخطر الإسرائيلي على لبنان و​سوريا​، وأشار إلى خطورة مسألة ​الجولان​، مفيداً بوتين بأن أهالي الجولان على مدى خمسة عقود رفضوا أن يكونوا جزءاً من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وجرت محاولات إسرائيلية عديدة لإخضاعهم، لكنّهم صمدوا. وشرح للرئيس الروسي كيف أن لبنان يتضرّر من هذا الإعلان الأميركي، وأن في منطقة الجولان أجزاءً لبنانية يطالب لبنان باستردادها من الاحتلال".

ورأت الصحيفة أن "لقاء القمّة كان إطاراً عاماً لتفاهمات كبيرة، ستؤثّر بمستقبل لبنان اقتصادياً وسياسياً، وبموقعه في ال​سياسة​ الدولية، ولتظهر لاحقاً أيضاً في اللقاء الموسّع، جديّة عون ووزير الخارجية جبران باسيل للبدء بتحويل تلك التفاهمات إلى خطوات عمليّة".

وبحسب أكثر من مصدر روسي ولبناني شارك في اللقاء، بدا التناغم في المواقف واضحاً بين الجانبين، مع مواقف متقاربة جداً حيال المصالح المشتركة بين البلدين.

واشارت الأخبار الى انه "بعد لقاء القمّة، انتقل الجانبان إلى مائدة الرئيس الروسي، لتنضمّ إليهم مجموعة من الشخصيات البارزة من الجانب الروسي، بما يعكس أيضاً جديّة روسية عالية في تطوير العلاقات وتعميقها مع لبنان: سيتشين إيغور إيفانوفيتش (رئيس الشركة النفطية روسنفط)، وزير الطاقة نوفاك أليكساندر فالينتينوفيتش، وزير التنمية الاقتصادية أوريشكين ماكسيم ستانيسلافوفيتش، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا أليكساندر لافرينتييف والسفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين، فيما انضم عن الجانب اللبناني مستشار وزير الخارجية للشؤون الروسية أمل أبو زيد، والسفير اللبناني في موسكو شوقي أبو نصار ورئيس المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا ووفد المراسم اللبناني.

ولفتت الصحيفة الى انه "حين سُئل الرئيس عون عن جاهزية حزب الله للتصدي لأي حرب إسرائيلية، في ظلّ الاستفزازات المستمرة من جانب إسرائيل، أكّد أن حزب الله قادر على مواجهة أي عدوان إسرائيلي".

من جهته، بدأ لافرنتييف بوضع الحاضرين بصورة تطوّرات الأزمة السورية، مؤكّداً إصرار سوريا وروسيا على مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية ورفض أي وجود عسكري غير شرعي على الأرض السورية. وكشف لافرنتييف أن الجانب الروسي يعمل مع شركائه في مسار أستانا ومع سوريا على إخراج مسألة اللجنة الدستورية، متوقّعاً أن تكون اللجنة جاهزة خلال شهرين من الآن. وقال إن العمل حثيث على التسوية السياسية في سوريا، وأن سياسة روسيا هي خلق الظروف المواتية عبر تذليل العقبات مع دول الجوار ومع الدول الأوروبية.

أمّا وزير الطاقة الروسي، فشكر الدولة اللبنانية على جهودها بمساعدة شركتين روسيتين كبيرتين (نوفاتك وروسنفط) على العمل في لبنان، مؤكّداً حرص الجانب الروسي على توسيع أعماله في لبنان في قطاع النفط والغاز.

بدوره، رحّب باسيل بكلام وزير النفط الروسي، مؤكّداً أن لبنان جاهز للتعاون مع روسيا في هذا المجال إلى أبعد الحدود.