ترتفع وتيرة التوتر في المنطقة، بظل قرارات فرديّة غريبة للإدارة الأميركية تهدف الى التمهيد لإعلان قريب لـ"صفقة القرن"، وتصعيد عسكري ​اسرائيل​ي في ​سوريا​ وغزة، يراه البعض متعلّقا ب​الانتخابات​ الاسرائيليّة القريبة موعدها، وتراه قيادة ​حزب الله​ إنذارا لا يمكن بأي حال من الأحوال التعامل معه وكأنه لم يكن.

يعلم "محور ​المقاومة​" أن الصراع في المنطقة لم يُحسم بعد، وأن كل يقدّمه وإنجازاته في سوريا و​العراق​ لا تعني أن الصراعات انتهت، بل هي مجرد دافع لتعنّت الفريق الاميركي-الاسرائيلي أكثر. في هذا السياق، ترى مصادر مطلعة أن قرارات الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ تشكّل رافعة انتخابية لرئيس وزراء اسرائيل ​بنيامين نتانياهو​، ولكن هذا لا يعني أنها لن تؤدي الى نتائج أخرى، قد تكون مقصودة من قبل الاميركيين او غير مقصودة.

لا شكّ أن الأميركي كان رافضا لأي تصعيد عسكري كبير في منطقتنا، ولكن هذا كان العام الماضي، وبحسب المصادر فإن جنون الإدارة الاميركية وسعيها لتمرير "صفقة القرن" بكل ما أوتيت من قوّة، يفتح الباب أمام كل الاحتمالات ومن ضمنها تمادي ​الجيش الاسرائيلي​ بالاعتداءات العسكريّة والتسبب بحرب أو شبه حرب، كاشفة عن وجود معطيات تتحدث عن نيّة اسرائيليّة لتنفيذ عمليّة عسكريّة سريعة في ​لبنان​، تستهدف من خلالها مراكز معينة لحزب الله في وقت واحد.

وتضيف عبر "النشرة"، "إن قرارات ترامب الجنونية لن تتوقف، لذلك فإن حزب الله كثف حضوره في ​الجنوب​ اللبناني في الفترة الماضية، وهو، رغم جهوزيته الدائمة بوجه أي اعتداء اسرائيلي، أعدّ الخطط الكاملة لمواجهة أيّ عمل عدواني"، كاشفة أن التحضير لا ينحصر على مستوى الجنوب اللبناني فحسب، بل ان الحزب سيستفيد من انتشاره الجغرافي الواسع بين لبنان وسوريا في أيّ عمل عسكري مقبل، نظرا لامتلاكه الإمكانات الصاروخيّة التي تمكّنه من فعل ذلك.

وتشير المصادر الى أن اسرائيل تتوقّع أن ردّ حزب الله على عملية عسكرية سريعة سيكون بحجم الهجوم لناحية التوقيت، اذ يقوم بضرب عدّة ​صواريخ​ عليها، يسقط بعضها بفعل القبب الحديدية، وينتهي الأمر، على أن تكون هي قد حقّقت نتائج باهرة في نوعيّة الأهداف التي ضربتها"، مشيرة الى أن ​القيادة​ الاسرائيليّة ترى أنّ حزب الله وسوريا و​إيران​ لا يريدون الدخول في حرب استنزاف طويلة بسبب كل ما يمرّ به هذا الفريق في المنطقة، سواء من الناحية الاقتصاديّة او العسكريّة، وهذا ما يجعل الردّ على الضربة الاسرائيليّة محدودا.

بالمقابل، ورغم كل هذه التقارير، تؤكّد المصادر انّ الحديث عن ضربة عسكريّة، لا يبدو منطقيًّا، إنما لم يعد للمنطق أي مكان في أحداث المنطقة، مشيرة الى أن المنطق يقول بأن اسرائيل التي تحاول كل فترة "فحص" قدرات ​حركة حماس​ في غزة، تجد انها تتعاظم، ما يجعلها تعيد التفكير مليا في خطواتها على صعيد لبنان، وهذا ما حصل في المعركة الاخيرة بغزة، لافتة الى أن الجميع وبمن فيهم قادة اسرائيل يعلمون بأن العمل العسكري في لبنان سيكلّفهم غاليا.

تعوّل القيادة الاسرائيلية على الضعف الاقتصادي لمحور المقاومة، ولكن، لا يجب أن يغيب عن بالها أن "حسابات الحقل قد لا تنطبق على حسابات البيدر"، ما يجعل أي مغامرة، أشبه بـ"مقامرة على وجودها".