ذكرالأمين العام للمدارس الكاثوليكية في ​لبنان​ الأب بطرس عازار الأنطوني، أنّه "في المؤتمر العشرين لمدارسنا الكاثوليكية المنعقد بتاريخ 3 و4 أيلول 2013، وكان عنوانه: "من أجل استعمال مسؤول ومفيد للعالم الرقمي"، توقّفنا عند ثلاثة محاور، هي: استراتيجية ذاتية للجيل الرقمي، الكنيسة و​العالم​ الرقمي، طرق التربية المتجدّدة في الاعلام في زمن إعادة تأسيس رقمي للمدرسة".

ولفت إلى أنّه "إلى جانب هذه المحاور، تمّ تنظيم 21 مشغلًا، انتهت بتوصيات دعت إلى وضع استراتيجيات تساعد على تحسين مستوى التعليم الرقمي ونتائجه، وإلى تعزيز بيئة التواصل بقيم روحيّة وإنسانية وعلمية. كما دعت إلى تطوير وسائل التعلّم، وحسن اعداد الكوادر التربوية، وتنمية قدرات التلامذة من أجل حسن التفاعل مع ما يقدمه اليوم التطور العلمي والتكنولوجي".

وأوضح الأب عازار أنّه "في أيلول الماضي، دعا مؤتمرنا السنوي: "استمرارية المدرسة الكاثوليكية: شروط وتطلعات"، إلى التربية على الأنسنة المتضامنة، بالإضافة إلى إعداد دراسات لهندسة المناهج بإصلاحات للوضع التربوي في لبنان، ترتكز على ما تقدّمه التكنولوجيا اليوم من مساهمات، ليبقى التعليم قيمة وطنية جوهرية تظهر وجه لبنان الحضاري".

وركّز على أنّه "استنادًا إلى ذلك، قامت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ومدارسها في كلّ لبنان بتنظيم معارض وورش عمل من أجل الإفادة من التكنولوجيا في التعليم، ليس فقط من أجل حسن استخدام الأجهزة الحديثة، وإنّما وبصورة خاصّة، من أجل تعزيز الجودة في عمل ​المؤسسات التربوية​ ومساعدة التلامذة على التعلّم بسهولة واكتشاف قدراتهم ومواهبهم، بالإضافة إلى الإفادة ممّا توفّره التكنولوجيا من معلومات ومن مساحات لابداعات متنوّعة؛ هذا إن تمّ استخدامها بطرق سليمة وشريفة".

وأكّد أنّ "التكنولوجيا في التعليم ضرورية في عالمنا اليوم، ولكن يجب التنبّه إلى أنّها مكلفة من جهة، ومن جهة أخرى إذا لم تتمّ مواكبتها بأخلاقية إنسانية وروحية، ربما تقودنا إلى حيث لا نريد أن نكون، أي إلى انعدام التفاعل بين الأشخاص، وبالتالي إلى انتقاء العلاقات الإنسانية، حتّى بين الأكثر قربًا"، منوّهًا إلى أنّ "لذلك، قال ​البابا فرنسيس​ في القمة العالمية للحكومات المنعقدة مؤخّرًا في الإمارات: "إن العالم اليوم يواجه قضايا جوهرية من بينها التحديات السياسية والتنمية الاقتصادية وحماية ​البيئة​ واستخدام التكنولوجيا"، ودعا إلى أن "لا يقتصر السؤال على ما هي أفضل الفرص التي يمكن استغلالها، وإنما إلى ما هو نوع العالم الذي نريد بناءه معاً".

وشدّد عازار على "أنّنا نتطلّع، ومن خلال معرض التكنولوجيا التربوية والورش المرافقة، إلى أن نساهم مع جميع الشركات المشاركة إلى مسألة أساسية هي تعزيز حرية التلامذة وتطوّر تطلّعاتهم، من خلال استخدام مفيد ومسؤول للوسائل التكنولوجية المتنوعة. عسانا نساعدهم في مراحل تعلّمهم ليكونوا قادة يحسنون، ومنذ اليوم، بناء مجتمع متضامن وأخوي يرتكز على قيم الحق والخير والجمال والكرامة الإنسانية".