أكد سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ أن "​إسرائيل​ تقول إن أكبر خطر عليها هو قيام الدولة الواحدة، لأن جَمْع الفلسطينيين كلّهم في دولة واحدة مع ​اليهود​، يهدّد إقامة دولة يهودية، كما أنه يؤثر على النسبة الديموغرافية، ويؤسس لتمييز عنصري بالنسبة الى كثير من المحلّلين اليهود. وكانت إسرائيل تراجعت عن التمسّك بغزّة في الماضي، بهدف تخفيف عدد الفلسطينيين في دولة واحدة".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "من الممكن أن تكون ​الإمارات​ أشارت على لسان قرقاش الى "الدولة الواحدة"، بما ينسجم مع ما كان يُطالب به الرئيس الفلسطيني السابق ​ياسر عرفات​ في ​مجلس الأمن​، في الماضي".

وأضاف طبارة:"لا أعتقد أن "المبادرة العربية للسلام" ماتت، وهي لم تُسحَب ولا تزال موجودة على الطاولة. فالإعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على ​الجولان​، والإعتراف الأميركي أيضاً ب​القدس​ عاصمة لإسرائيل، أُعطيا معانٍ أكبر بكثير ممّا يستحقّان. فلا دول وازنة تبعت ​الولايات المتحدة​ في هاتَيْن القضيّتَيْن، ولم يتمّ تحويل الخطوات الأميركية الى قناعة دولية، إذ إن ​الأمم المتحدة​ والقرارات الدولية لم تذهب في الإتّجاه الأميركي. وبالتالي، إذا توفّرت إرادة لتحرير القدس ديبلوماسياً، فإن كلّ المقومات موجودة لذلك. أما إذا توفّرت إرادة تحريرها ب​المقاومة​، فعندئذ لا تعود التسميات أو الصفات التي تُعطى للمدينة مهمّة. ولكن الإعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل مسألة سياسية أميركية داخلية".

واعتبر أن "الجولان يشكّل هدية صداقة متبادلة بين الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ورئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​، لا سيّما أن الأخير "محشور" في الإنتخابات. وفي المقابل، سيكلّم نتانياهو "اللّوبي اليهودي" في شأن التصويت في الإنتخابات الأميركية الرئاسية القادمة، في ما يتعلّق بالتصويت وتمويل الحملات الإنتخابية الأميركية للجمهوريين. ونرى جيّداً كيف أن لا دولة غير الولايات المتحدة اعترفت بإسرائيلية الجولان".

وأشار طبارة الى أن "المهمّ في الموضوع أن الولايات المتحدة كدولة عظمى قامت بتلك الخطوات حول القدس والجولان، ولا بدّ من التعامُل مع المسألة بجديّة من هذا المنطلق. ولكن لا ضرورة للمبالغة، إذ إن الجولان ليس في يد واشنطن لكي تمنحه أو لا تمنحه لأحد"، معتبراً أن "الكلام على طروحات الدولة الواحدة وغيرها في الوقت الحالي هو عبارة عن "بالونات" يتمّ رميها من هنا وهناك بسبب "صفقة القرن" التي لا أحد يقبلها. وكلّ ما يُقال يصبّ في خانة مواجهة هذا المشروع".