رأى النائب ​فيصل كرامي​ أن "الواقع المالي الأسود في لبنان، الذي وصلنا إليه، والذي حذرنا من الوصول إليه منذ العام 1992، يفترض بحكم المنطق والبديهيات، وجود حكومة استثنائية، حتى لا نقول حكومة طوارئ، ومن الواضح أن الحكومة الحالية، ليست في هذا الوارد، فلا هي حكومة استثنائية، ولا هي حكومة طوارئ، بل حتى هذه اللحظة، لم تثبت لنا أنها حكومة إلى العمل".

وخلال احتفال المستشفى "الإسلامي الخيري" بيوبيله الماسي برعاية وزير الصحة العامة ​جميل جبق​، أشار إلى أن "الأرقام التي سمعناها من وزير المالية، وتلك التي سمعناها من حاكم ​مصرف لبنان​، مرعبة، والكارثة التي كنا ندعو إلى تجنب الوقوع فيها، أصبحنا في داخلها، ولا أدري كيف ستتعامل الحكومة مع هذه المصائب، وهي التي عند أول مفترق يتعلق ب​الفساد​ وبالمراقبة وبالمساءلة، استحضرت كل أنواع التحريض المذهبي، لكي تؤكد لنا ما كنا نعرفه دائما، وهو أن الحمايات الطائفية والمذهبية، لن تسمح بفتح ملفات الفساد".

وأكد أن "اللبنانيين يخطئون حين يقولون، وهم يرون هذه المهازل، بأن الكل لصوص، وبأن الكل شاركوا والكل تورطوا. هذا التعميم هو تعمية. هناك ناهبون وهناك شرفاء. هناك من مدوا يدهم وتوغلوا في المال العام، وهناك من لم يسمحوا لأنفسهم بالتصرف بقرش واحد من أموال الناس. لا تنجرفوا إلى التعميم، لأن هذا التعميم يحمي الفاسدين"، لافتاً إلى أن "فئة لا بأس بها من السياسيين والعاملين بالشأن العام، هم أصحاب أيادي نظيفة، وهم أصحاب مشاريع إصلاحية جدية، وهم دعاة تغيير ومساءلة، ولي الفخر بأن أقولها بالفم الملآن: إنني من هؤلاء السياسيين، ولي الفخر أن أجدد شعار تيار الكرامة: الاستقامة نهجا".

ورأى أننا "مقبلون على أيام عصيبة، وعلينا أن نعد العدة، منذ اليوم لمواجهة الانهيارات، خصوصا إذا استمرت وتمادت الحكومة في استرخائها، شاءت أم أبت، فإنها تسلم الكلمة للشارع، لأن الناس لن تحتمل الفقر والمرض والجوع والتلوث والوعود الفارغة، إلى ما شاء الله، آملين أن لا نصل إلى هذا المستوى من الانهيار، عاقدين الأمل على بعض الأصوات النافذة والقادرة في الحكومة، في إعادة ترتيب أولويات المرحلة على الصعيد الداخلي ماليا واقتصاديا واجتماعيا".

وأوضح أنه "الأسبوع الماضي، وفد إلينا وزير خارجية ​أميركا​ مارك بومبيو، حاملا تصاريح نارية، وربما مشاريع سرية. وشخصيا لم يكن لي أي تعليق، وقبل أيام قام رئيس أميركا ​دونالد ترامب​، بإهداء ​الجولان​ المحتل إلى إسرائيل، وتزامن ذلك مع عدوان مسرحي على غزة وعلى حلب، وشخصيا لم أعلق أيضا"، معتبراً أن "مهمة بومبيو، وكما توقعت لها، باءت بالفشل الذريع، لقد أتى الرجل مهددا معربدا، ووجد في لبنان عقلاء وأحرارا وأعتقد إنه عاد إلى بلاده مصدوما. أما إعطاء ترامب لنفسه الحق بإعطاء أرض عربية لإسرائيل هي الجولان، ليس أكثر من أمر كاريكاتوري على فظاعته، فمن هو ترامب لكي يهدي نتنياهو أرضا ليست له؟".

وأشار إلى أن "أميركا المنحازة عبر التاريخ إلى الكيان الصهيوني، على حساب العرب والحق العربي، طورت انحيازها مع دونالد ترامب، إلى تنصيب نفسها علنا مسؤولة عن كوكب الأرض، وهو أمر فيه قدر من الجنون، وقدر من التوحش غير المسبوق. لا قيمة طبعا لقرارات ترامب، اللهم إلا في ما يتعلق في الانتخابات الإسرائيلية الداخلية، ولكن لعل ترامب هو أفضل رئيس أميركي على الإطلاق، فهو رجل صريح كشف لمن لم يكتشفوا بعد، الوجه الحقيقي للادارة الأميركية، وكذلك إسرائيل لم تخف منذ نشأتها، أهدافها ومطامعها وحدودها المزعومة من الفرات إلى النيل، ونحن هنا نرى أن الانعكاس الأول لهذا الجنون الأميركي، إنما فرز العالم إلى معسكرين، معسكر الإيمان بالقيم الحضارية وحقوق الشعوب واحترام سيادة الدول، ومعسكر الإطاحة بكل إنجازات المجتمع الدولي واعتبارها حبرا على ورق".

وفي هذا السياق وجه كلامه إلى "كل المتشبثين بنظرية السلام الوهمي، سواء عن حسن أو سوء نية، بأنه لم تعد تجدي انتقاداتكم للمقاومة ولحركات المقاومة، وأنصحكم أن تراجعوا التاريخ وناموس الحياة، وأن تصدقوا بأن عصفورية ترامب - نتنياهو، زادت من مشروعية المقاومة على كل المحاور، والمتوقع أن لا يتأخر كثيرا، ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل وإزالة كل أثر لأي دولة فلسطينية، ولو وهمية، ولكن عبثا يوقعون ويضمون ويقررون، طالما هناك فينا عمر أبو ليلى، وألف عمر أبو ليلى ومليون عمر أبو ليلى، وكلنا عمر أبو ليلى".

ولفت إلى أن "لبنان، ورغم كل معاناته وواقعه الاقتصادي المنهار، يريدون تدفيعه ثمن موافقه، بوقوفه مع نفسه وضد العدو الصهيوني، ويهددونه بالعقوبات، ولكن هم بذلك كمن يهدد (البط بالغرق ..ما تعذبوا حالكم، سوء الإدارة في بلدنا مكفى وموفى)".