عَلِمت صحيفة "الشرق الأوسط" من مصادر وزارية أنّ "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أوشك على الانتهاء من إعداد تصوّر شامل للخروج تدريجيًّا من الأزمات الّتي لا تزال تحاصر البلد، على أن يُدرجه في سلة متكاملة بدلًا من التعاطي مع الملفات منفردة".

وكشفت المصادر الوزارية أنّ "الحريري أخذ على عاتقه التعاطي بمسؤولية مع الإنذار الّذي أطلقه نائب رئيس "​البنك الدولي​" ​فريد بلحاج​ (حول عدم ارتقاء الحكومة إلى مستوى الإصلاحات المالية والإدارية المطلوبة من ​لبنان​ للإفادة من مقرّرات "​مؤتمر سيدر​" لمساعدته على النهوض من أزماته الاقتصادية والمالية)، الّذي يعكس واقع الحال في البلد".

ولفتت إلى أنّ "توجّهه لإدراج جميع المشكلات الملحّة في سلة واحدة يشمل الإصلاحات الإدارية والمالية والبرنامج الاستثماري لـ"مؤتمر سيدر" في مرحلته الأولى ومشروع ​قانون الموازنة​ العامة الحالي و​خطة الكهرباء​ الّتي تناقشها حاليًّا اللجنة الوزارية برئاسته".

وأوضحت المصادر أنّ "البرنامج الاستثماري في مرحلته الأولى يشمل تنفيذ 150 مشروعًا، وأنّ لا مشكلة في تمويلها، مع أنّ بعض الجهات كانت تراهن على أنّ الحريري لن يتمكّن من إقناع المؤتَمِرين في "سيدر" بتبنّي تمويل كل هذه المشاريع". ورأت أنّ "على جميع الأفرقاء بلا استثناء المبادرة إلى التعاطي بمسؤولية لتنفيذ هذه الخريطة، شرط أن يأخذوها بـ"الجملة بدلًا من المفرّق"، خصوصًا أنّ الحريري قد كسب الرهان وأقنع المؤتمرين في "سيدر" بضرورة تقديم الدعم المالي لمساعدة لبنان على تنفيذ المشاريع الّتي تقدّم بها".

كما أكّدت أنّ "الحريري سيجري في الساعات المقبلة مشاورات مع جميع الأفرقاء المشاركة في الحكومة، تتعلّق برؤيته للخروج على مراحل من الوضع المأزوم بعيدًا عن المزايدات الشعبوية، خصوصًا أنّ تنفيذ المشاريع الواردة في البرنامج الاستثماري في مرحلته الأولى يحتاج إلى ما بين 4 و5 سنوات وبمراقبة دقيقة من "مؤتمر سيدر".