لفت مصدر في "حزب القوات ال​لبنان​ية"، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ "علاقة "القوات اللبنانية" مع ​الولايات المتحدة الأميركية​ لا تمرّ عبر باب المصالح ال​إسرائيل​ية، ولا تقوم بأيّ شكل على الارتهان أو التبعية، بل لنا قرارنا المستقل الّذي ينبع من تقديرنا لمتطّلبات المصلحة اللبنانية بالدرجة الأولى".

وركّز على أنّ "بيان النائبة ​ستريدا جعجع​ الّذي انتقدت فيه قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ حيال ​الجولان​، ليس الدليل الوحيد على تمسّكنا بهذه المعادلة، بل سبقه موقف شجاع لرئيس "القوات" ​سمير جعجع​ حين دعم انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيسًا للجمهورية، خلافا لآراء أصدقاء "القوات" من الأميركيين والسعوديين الّذين كانوا لا يحبّذون هذا الخيار".

وذكّر المصدر بـ"ما ورد في "إعلان النيات" الموقّع مع "​التيار الوطني الحر​"، من تشديد على اعتبار إسرائيل "دولة عدوّة" والتمسّك بحقّ الفلسطينيّين في العودة إلى أرضهم"، مؤكّدًا "الالتزام بكلّ ما تضمّنه هذا الإعلان والانسجام مع محتواه". وبيّن أنّ "جعجع هو الّذي بادر عندما أصبح الممسك بالقرار في "القوات" إلى اقفال مكتب الارتباط الإسرائيلي في ضبية، من ثمّ إلى مدّ الجسور مع الرئيس الفلسطيني الراحل ​ياسر عرفات​".

وشدّد على أنّ "القوات" تميّز بين النزاع الّذي خاضته ضدّ الفلسطينيّين والسوريّين عندما كانوا يحاولون الهيمنة على لبنان، وبين اقتناعها بعدالة ​القضية الفلسطينية​ وبضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجولان الّذي يجب أن يتحرّر، بمعزل عن موقفنا المعروف من ​النظام السوري​ الحالي". ونوّه إلى أنّ "حتّى رئيس الجمهورية الراحل ​بشير الجميل​، وفي عزّ معركته ضدّ ​منظمة التحرير الفلسطينية​، لم يكن معاديًا لأصل القضية الّتي تحمّلها، لكنّه كان يواجه طريقة تصرّفها في لبنان".

كما أوضح المصدر أنّ "القوات" استندت في معارضتها إعلان ترامب إلى الإجماع العربي ومبدأ احترام القرارات الدولية وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، وإذا كنّا قد قاتلنا ​سوريا​ في لبنان فليس لخدمة إسرائيل أو لتبرير احتلالها للجولان، وإنّما دفاعًا عن استقلال لبنان وحريّته حصرًا"، مؤكّدًا أنّ "مفهوم السيادة الّذي ينادي به جعجع في لبنان، يسري هو نفسه على الجولان وكلّ أرض عربية محتلة".

وأشار إلى أنّ "مع تمسّكنا الكامل بالحقوق العربية المشروعة ورفضنا التام شرعنة ترامب ​الاحتلال الاسرائيلي​ للجولان، إلّا أنّنا لسنا من أصحاب المزايدات والاستعراضات في مسألة النزاع العربي- الإسرائيلي، ونحن نعتبر أنّ الحل يكمن في المبادرة العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".