شدّد مسؤول سوري كبير، في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، على أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ مُرحّب به في أيّ وقت، والدعوة إليه لزيارة ​سوريا​ مفتوحة"، لافتًا إلى أنّ "عدم مجيئه حتّى الآن لا يحمل أيّ دلالة سلبيّة، وإن يكن قد مرّ نحو سنتين ونصف السنة على انتخابه رئيسًا للجمهورية، إذ انّ التلاقي بينه وبيننا حاصل ومستمرّ على صعيد المقاربة المشتركة للقضايا الأساسية الّتي تهمّ الدولتين، حتّى لو لم يتمّ اللقاء المباشر بعد".

وأكّد أنّ "دمشق ليست في وارد أن تُحرج أحدًا، وهي تتفهّم الظروف الّتي ربما تكون قد دفعت الرئيس عون إلى عدم زيارتها حتّى هذا الوقت، وبالتالي ما من مشكلة في الأمر بتاتًا، وموقفنا منه لا يرتبط بالزيارة"، مركّزًا على أنّ "هناك انسجامًا سياسيًّا في الطروحات بين الرئيس عون والرئيس السوري ​بشار الأسد​ حيال المسائل الاستراتيجية، سواء التقيا على المستوى الشخصي أم لا".

وبيّن المسؤول أنّ "دمشق مرتاحة كثيرًا إلى مسار تجربة عون في ​رئاسة الجمهورية​ حتّى الآن، وهي تتابع ببالغ التقدير المواقف الوطنية والقومية الّتي يتّخذها منذ وصوله الى الرئاسة". وتوقّف عند تفاصيل طريقة تعاطي رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية الأميركية ​مايك بومبيو​ خلال رحلته الأخيرة إلى ​لبنان​، ملاحظًا أنّ "الـ"body language- (لغة الجسد)" الّتي استخدمها عون أثناء استقباله بومبيو كانت بليغة في دلالاتها وتعابيرها، وعكست موقفه الصارم والصلب في مواجهة الضغوط الأميركية".

كما نفى بشدّة ما "تروّجه بعض القوى اللبنانية حول عدم وجود نيّة حقيقيّة وصادقة لدى دمشق لإعادة ​النازحين السوريين​"، مؤكّدًا "الاستعداد لتقديم أقصى التسهيلات الممكنة لهم من أجل تسهيل رجوعهم إلى وطنهم، إنّما من دون أن تكون لهم "امتيازات" على حساب المساواة بين المواطنين السوريين".

ونبّه المسؤول إلى أنّ "هناك محاولة مشبوهة لإبقاء النازحين في لبنان و​الأردن​ خصوصًا، بغية تعديل الواقع الديموغرافي في هاتين الدولتين"، كاشفًا أنّ "شخصية روسية بارزة نقلت إليه أنّها تبلّغت صراحة من جهات غربية عدم حماستها لعودتهم".