عشرة أيام تفصل ​طرابلس​ عن معركتها الانتخابية التي ستحمل رسائل متعددة في اكثر من اتجاه بعيدا عن نتيجة الفوز بالمقعد النيابي التي ستنتهي اليها، فالشارع الطرابلسي لم يُظهر حتّى الساعة أي حماسة، وربما لن يظهرها لأكثر من سبب، الأمر الذي جعل ​تيار المستقبل​ يستنفر بكامل مسؤوليه.

أقفل باب الترشيح على 8 مرشحين هم يحي كامل مولود، ديما محمد رشيد الجمالي، سامر طارق كباره، طلال محمد علي كباره، عمر خالد السيد، حامد عمر عمشه، محمود ابراهيم الصمدي، محمد مصباح عوني احدب، وهو ما تصفه المصادر الطرابلسيّة المطلعة بالعدد الكبير مقارنة بالامكانيات ومستوى المنافسة.

يعلم تيار المستقبل بحسب المصادر نفسها أن ​الانتخابات​ المقبلة محسومة النتائج لصالح مرشحته ​ديما جمالي​، خصوصا بعد عودة الوزير السابق ​أشرف ريفي​ الى "بيت المستقبل"، وتنازل رئيس ​الحكومة​ السابق ​نجيب ميقاتي​ عن التنافس لصالح رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، والحلف الثابت مع الوزير السابق ​محمد الصفدي​، مشيرة الى أن مشكلة التيار اليوم ليست بعدم تنافسه مع هؤلاء بل مع عدم حماسة هذه الشخصيات لخوض معركة "المستقبل".

تشير المصادر الى أن الحريري يريد ألاّ تكون نسبة التصويت منخفضة جدا، فهي وإن كان يعلم بانها لا يمكن ان تتجاوز الـ30 بالمئة، لا يريدها الحريري أن تقل عن 20، لأن نسبة مشابهة ستكون رسالة قاسية له في عاصمة ​الشمال​. وتضيف المصادر عبر "النشرة": "حتى الساعة لم يُطلق ميقاتي ماكينته الانتخابية، ويُتوقع ألاّ يطلقها، وأن يكتفي بالتعميم على مناصري ​تيار العزم​ والعاملين بمؤسساته بالالتزام بالتصويت لجمالي، إنما هؤلاء لا يشكلون نسبة كبيرة، وكذلك الأمر بالنسبة للصفدي الذي لم يحرّك ساكنا حتى اليوم.

اضافة الى ذلك تكشف المصادر أن النائب ​محمد كبارة​ لا يريد الدخول بمشاكل عائليّة بعد وجود مرشحين اثنين من عائلة "كبارة"، ورغم انسحاب احدهما وهو سامر طلب كبارة من العائلة بعدم التصويت للمرشح طلال بل لمرشحة المستقبل، ومن لا ينتمي الى تيار "المستقبل" يمكنه التصويت بورقة بيضاء، علما أن كبارة لا يزال غير راض عن الطريقة التي تعاطى بها الحريري مع ترشيح نجله، للنيابة أو الوزارة.

بالمقابل يعلم تيار "المستقبل" أيضا أن ريفي الذي لم يترشح بوجهه لم يطلب علانية من انصاره انتخاب جمالي، الأمر الذي يفتح الباب بحسب المصادر على اكثر من تساؤل. ولكن يمكن من خلال قراءة ترشح ​عمر السيد​، القريب من ريفي سابقا، أن تصبح الصورة أوضح، اذ ان قسما من أنصار ريفي غير راض على مصالحته مع "المستقبل" بالشكل الذي حصلت فيه.

وأخيرا بالنسبة الى العلويين، فتشير مصادر ​جبل محسن​ عبر "النشرة" الى أن "الجبل الحريص دوما على خياراته السياسية ​المقاومة​ الواضحة، كان بانتظار الحلفاء"، مشيرة الى أن "قرار ​طه ناجي​ وما يمثّل كان عدم خوض الاستحقاق، ما يعني أن فريقنا السياسي أخذ قرار المقاطعة، وموقفنا لن يكون بعيدا عنه". وتضيف المصادر: "بالأيام المقبلة سيُعقد اجتماع لتحديد الخيار النهائي، سواء بالمشاركة الى جانب أحد المرشحين المعارضين لتيار "المستقبل" او عدم المشاركة.

كل المعلومات تشير الى أن نسبة الاقتراع في انتخابات طرابلس ستكون متدنيّة جدا، لأسباب سياسيّة انتخابيّة أولا، وأسباب ماليّة ثانيا، فهل تصل الرسالة الى الحريري؟!.