نوّه رئيس "​الاتحاد العمالي العام​" في ​لبنان​ ​بشارة الأسمر​، إلى أنّ "وزير الاقتصاد والتجارة ​منصور بطيش​ أكّد في المؤتمر الصحافي الّذي عقده أمس، أنّ العلّة الأساسيّة في الاقتصاد الوطني تكمن في النموذج الاقتصادي القائم منذ أكثر من ربع قرن، والمرتكز على الريوع المالية والعقارية، وعلى أنّ ثلث ​الدين العام​ يكون من الفوائد المدفوعة عليه للمصارف".

وأكّد في بيان، أنّ "بطيش تكلّم بلسان الناس والعمال والموظّفين في ​القطاع العام​ والخاص، وذلك بتأكيده أنّ المشكلة ليست بالقطاع العام وعماله وموظّفيهن بل بالتهرّب الضريبي والسياسات المتبعة، متسائلًا، كما كلّ مواطن، عن جدوى الهندسات المالية ونتائجها"، داعيًا إلى "التقيّد بقانون النقد والتسليف انتصارًا للمؤسسات".

وأوضح الأسمر أنّ "بطيش حذّر أيضًا من الاستمرار بالسياسات نفسها وبالألاعيب ذاتها، وأنّ لحظة الحساب قد حانت بعد ربع قرن من اختلالات بنيوية وتوجّهات خاطئة، أثبتت فشل النموذج الاقتصادي المعتمد"، لافتًا إلى أنّ "بطيش الّذي لطالما ركّز في تصريحات سابقة على ضرورة التوصّل إلى اقتصاد مؤنسن، يرفع صوت الناس اليوم للمطالبة بمكافحة جدية للتهرّب الضريبي وتحسين الجباية والتصريح عن العمال المكتومين، وبتحسين إدارة الدين العام وباستيفاء المستحقات على كبريات الشركات والبنوك. كما دان ​سياسة​ ​القروض​ المدعومة الّتي انحرفت عن غاياتها لصالح كبار المتمولين في قطاعات السكن والإنتاج، وأن تذهب فقط لذوي الدخل المحدود وألا يبقى الدعم استنسابيًّا".

وركّز على "أنّنا نؤكّد على سؤال بطيش لرئيس الحكومة وبعض أركانها، عن ترداد القول إنّ بعض الإجراءات قد تكون موجعة، فهي موجعة لمن؟ الأكيد أنّها لا يجب أن تكون موجعة للناس. علمًا أنّ بطيش شدّد في مشاريع القوانين الّتي تقدّم بها للمجلس النيابي، على مشروع للإصلاح الضريبي لجعله أكثر عدالة وكفاءة، وعلى مشروع قانون يعيد النظر بهيكلية الدولة، كما على مشروع قانون حديث ينظم الإعفاءات والحوافز والرعاية المطلوبة للقطاعات الإنتاجية ويغرم كل تطاول على البيئة".

وأعلن الأسمر"أنّنا في الاتحاد العمالي العام إذ نشدّ على يد بطيش وأمثاله، ونقدّر عالي التقدير مبادرته الجريئة ورفعه الصوت الواضح والصادق في هذه البرية الاقتصادية المتوحشة، وإذ ندعو وزراءنا الكرام إلى الاحتذاء بهذه الجرأة في محاكاة آلام الناس ووضعها الاقتصادي، والمخاطر الداهمة على الاقتصاد الوطني وعلى ​المجتمع اللبناني​ بأسره، فإنّنا نعلن دعمنا الكامل لهذه الرؤية النقدية الجريئة، وتضامننا ودعمنا لكّل ما جاء في المؤتمر الصحافي، ولكلّ خطوة يخطوها بطيش في هذا الاتجاه السليم والمفيد للوطن وناسه".