أكد مصدر دبلوماسي روسي لـ"الجمهورية" انّ عودة ​النازحين​ لا تتوقف فقط على ​روسيا​ و​لبنان​ و​سوريا​، مشدداً على "أن مشاركة الآخرين ضرورية لمعالجة هذا الملف، لكن ما يدعو الى الأسف هو انّ الادوار الاميركية والاوروبية والخليجية غير مشجّعة حتى الآن".

ولفت الى "أنّ ​موسكو​ تعمل على تأهيل الظروف او ​البيئة​ التي تسمح للنازحين بالرجوع الى وطنهم، وهي تبذل كل ما في وسعها على هذا الصعيد"، مشيراً الى انّ المبادرة الروسية قائمة ومستمرة وليست مجمّدة أو معلقة، "أما بأيّ وتيرة يمكن ان تتحرك وتتقدم، فهذا لا يتوقف علينا فقط، وانما يتعلق بحجم تعاون الآخرين، بمعنى انه كلما صارت المشاركة أوسع تغدو وتيرة تنفيذ المبادرة أسرع، وكلما تراجعت الايجابية من الجهات المؤثرة يصبح الإيقاع بطيئ".

وأضاف "في الاساس، لم تكن لدينا أيُّ اوهام في انّ القوى الدولية والاقليمية الأُخرى ستوافق على مبادرتنا فوراً وستعمد الى تسهيل تطبيقها، لكنّ الأكيد أنه من دون هذا الإقتراح الروسي لطيّ ملف النازحين كان الوضع سيصبح اسوأ. على الأقل، نحن طرحنا مقاربة للحل تشكل قاعدة للنقاش والإنطلاق، بدلاً من أن نبقى، مثل البعض، صامتين وسلبيّين، مع ما يجره ذلك من جمود".

ولفت المصدر الدبلوماسي الروسي الى انّ "تنفيذ المبادرة الروسية مرتبطٌ عضوياً بعاملين: الاول، قانوني وتنظيمي يتصل بترتيب أوضاع العائدين على المستويين الاداري والاجرائي. والثاني، عمراني واقتصادي يتعلق بإعادة اعمار المرافق الحيوية والبنية التحتية".

وأوضح انّ جهات دولية واقليمية تربط مساهمتها في اعادة الاعمار تارة بالحل السياسي وطوراً بتأمين الظروف الملائمة ومعالجة المخاوف المفترضة على مصير النازحين من تصرفات النظام.

وأكد المصدر الروسي نفسه "انّ ما يحكى عن ​اعتقالات​ وأعمال تعذيب تستهدف بعض العائدين ليس صحيحاً، وانما يندرج في سياق التزوير والحرب الإعلامية التي يشنّها البعض"، لافتاً الى انّ موسكو تدير في سوريا مركزاً لاستقبال النازحين، "وبالتالي ليست لدينا أيّ وقائع او معلومات عن تعرض نازحين عائدين للملاحقة والانتقام، ومن لديه إثباتات على حصول ارتكابات معينة فليفصح عنها علناً".

واتّهم المصدر ​واشنطن​ باستخدام ملف النازحين "ورقة ضغط ضد سوريا ومحور ​المقاومة​، في اطار الاوراق التي تستعملها ضمن المواجهة المتصاعدة مع هذا المحور"، لافتاً الى "انّ ​الادارة الاميركية​ باتت أكثرَ تشدّداً في التعاطي مع حزب الله و​إيران​، بينما يتمايز عنها بعض الاوروبيين الذين سمعنا منهم أخيراً ما يوحي أنهم صاروا أقل إصراراً على ربط عودة النازحين بنحو وثيق بالحلّ السياسي، إلّا انّ لديهم هواجس حيال مستقبل هؤلاء بعد رجوعهم، في ظل القلق من التعرض لهم وعدم توافر شروط ضمان أمنهم وحقوقهم".