يشكّل مخيّم "مرج الخوخ" للنازحين، الموجود في قضاء ​مرجعيون​ وتحديداً في منطقة ​إبل السقي​ والتابع عقارياً لمنطقة ​جديدة مرجعيون​، أزمة كبيرة بالنسبة الى أهالي البلدة الذي باتوا يعانون الأمرّين، ومع مرور الوقت تتفاقم المشكلة ولم يعد وجود هذا المخيّم يؤثر على لقمة أهالي البلدة فحسب بل الى أبعد من ذلك اذ أصبح يهدد حياتهم وصحتهم!.

في السابق وقبل بدء الحرب في ​سوريا​ كانت تتميّز بلدة إبل السقي بسهلها الأخضر الذي كان يشكّل مصدر رزق للأهالي. اليوم إختلف المشهد فخيم ​النازحين​ باتت تغطّي مساحة كبيرة من هذا السهل. وبحسب نائب ​بلدية جديدة مرجعيون​ ساري غلمية فإن "عددا من هؤلاء النازحين يستأجرون الأرض لنصب الخيم عليها، ولكن المشكلة ليست هنا".

"حفر" للصرف الصحي في الهواء

"في منطقة جديدة مرجعيون الكثير من الينابيع أو "العيون" التي تغذي البلدة والبلدات المجاورة". وفي هذا السياق تلفت الناشطة في البلدة أوديل سلامة الى أن "النازحين يقطنون في المناطق التي فيها الكثير من "عيون المياه" وانشأوا "حفر" ​الصرف الصحي​ في الهواء الطلق وتجاوز عددها الخمسة عشر وعوض وجود ينابيع تتدفق منها المياه النظيفة الّتي أصبحت مختلطة بالمياه الآسنة"، ومضيفة: "الدولة حفرت بئراً للمياه يتغذى من الينابيع المجاورة التي أصبحت ملوّثة". بدوره ساري غلمية يعود ليؤكد عبر "النشرة" أن "المشكلة قديمة جداً وفي المرّة الأخيرة التي حضر فيها وزير الدولة لشؤون النازحين يومها ​معين المرعبي​ كنا نسير في المخيّم وفي أغلب الاحيان المجارير ظاهرة للعيان".

"المياه المبتذلة" الفائضة

تعود مصادر مطلعة لتشير الى أنه "بالأمس فاضت "المجارير" في المخيم وطلب القائمقام من بلديتي إبل السقي وجديدة مرجعيون التحرك بشكل سريع لسحب المياه المبتذلة من المخيّم إلا أن بلدية إبل السقي رفضت المسألة". هنا يشير ساري غلمية الى أن "مشكلة الصرف الصحي هي نتيجة لوجود النازحين في المنطقة وهم يحتاجون الى قضاء حاجاتهم ولا مكان لذلك فإستحدثوا "حفر" الصرف الصحي في منطقة مليئة بينابع مياه عذبة، لافتاً الى أنه "في وقت سابق كان هناك جمعيات مهتمّة بمعالجة المشكلة ولكنها لم تعد كذلك"، مشدداً على أننا "طالبنا مرّات عديدة بنقل المخيّم الى مكان آخر لكن جواب المراجع المعنيّة كان: "جدوا لهم مكاناً آخر ثم نتحدّث"، مضيفاً: "سنتقدّم بشكاوى قضائيّة ويمكن أن نتخذ إجراءات ضد من قاموا بتأجير الأرض لوضع الخيم، ولكن لا يمكننا القيام بالكثير لأن إمكاناتنا ضئيلة".

عندما تبحث في أعداد المصابين بأمراض ​السرطان​ في بلدة جديدة مرجعيون تجد أنها من بين الأعلى في المنطقة، وكلّ ذلك نتيجة ​التلوث البيئي​ و​تلوث المياه​ وغيرها، فهل يتحرّك المعنيّون ليجدوا حلاً لمشكلة الصرف الصحي في المخيم؟!.