أكد رئيس ​الحكومة​ الأسبق ​فؤاد السنيورة​ أن "​لبنان​ و​العالم العربي​ يمر بفترة دقيقة وصعبة، وفي لبنان نعاني من إضمحلال للدولة وتراجع في سلطتها وهيبتها ودورها وقدرتها على ان تقدم ما يفترض أن تقدمه الدولة لابنائه"، مشيراً الى أن "هناك استشراء من قبل الاحزاب الطائفية والميليشيات التي تتقاسم الدولة، تماما كما يجري مع العالم العربي حيث تقوم القوى الدولية بالقص والتوزيع على كل هذه القوى دون علم ومعرفة ومشاركة أي من ​الدول العربية​".

وفي كلمة له خلال غداء أقيم على شرفه في ​طرابلس​، أوضح السنيورة أنه "ما يجري بالعالم العربي له انعكاسات في لبنان، وهو يفاقم اضمحلال الدولة، ونشهد كيف وصل بنا الحال الى ما وصلنا اليه"، لافتاً الى "اننا نسمع خطابا ممجوجا بعملية التسلط على الدولة ولكن كلنا نعلم انه لا يمكن على الاطلاق الخروج من حالة الانحدار او وقفها الا بالعودة لوضع يوصلنا الى الوطنية السياسية والمالية والادارية"، مشيراً الى أنه "اذا ما وضعنا هذه البوصلة بالشكل الصحيح والتزمنا بأن يكون توجهنا على المسارات الصحيحة فنحن امام مكشلة كبيرة".

وذكّر بـ"أنني كنت أقول على مدى سنوات أن الاصلاح هو نتيجة تغير الازمان والظروف والتقنيات ووسائل الاتصال، وكلها تتطلب تعديلا وتآلفا وتكيفا"، مشيراً الى أن "الإصلاح ليس شيء صغير نقوم به، بل هو كالاهتمام بالبيت".

وشدد السنيورة على "اننا أمام مرحلة دقيقة تتطلب تصرفا مسؤولا وتضامنا ورؤية واضحة وإيمانا وعملا من أجل أن تستعيد الدولة دورها وسلتطها وحضورها وإشرافها على كل مرافقها وايضا هيبتها، وما لم نقم بهذا العمل اعتقد لانه لدينا مشكلة في التقليل من سرعة الانحدار".

وأشار الى أنه "هناك مخرج من هذا الوضع نعم، لكنها مهمة شديدة الصعوبة"، معتبراً أن "الاستقالة من الدولة والابتعاد غير مقبول على الاطلاق ولا يؤدي الى أي نتيجة لنا ولأولادنا، لاننا بمرحلة دقيقة تتطلب الجهد من اللبنانيين على الصعيد العربي"، مشدداً على ان "اللبنالنيين عليهم أن يكونوا واضحين بالوطنية بالعمل من أجل إنهاء الخلل".

وأكد انه "لم يعد مقبولا أن يقال أننا نريد ان نعدل ​الدستور​ بالممارسة أو أننا لا نريد تطبيق هذا القانون"، معتبراً أن "ما يؤدي للخلل الكبير هو عدم الاحتكام للدستور والدولة".

وأوضح السنيورة "أننا الآن بحاجة لنؤكد على المبادىء التي تعودنا على مخالفته، يجب ان نحترم مصالح اللبنانيين في علاقتهم ببعضهم ومع الجوار العربي ويجب ان نحتكم ايضا للمبادى والحرية"، مؤكداً انه "نعم العين يمكن أن تقاوم المخرز لكن ذلك يتطلب إرادة وتضامن وعمل على الخروج من التفاهات، لنرى المصالح نحن محكومون بأن نتلائم مع الشرعيتين العربية والدولية".

وأكد أن "طرابلس تريد عودة الدولة القادرة والعادلة الغينة بعلاقتها مع الناس لمصلحة الوطن وهذه الرسالة التي يجب أن تخرج من طرابلس".