ترأس راعي ابرشية البترون المارونية ​المطران منير خيرالله​ قداسا احتفاليا في ​كاتدرائية مار اسطفان​ في ​مدينة البترون​ بمناسبة ​أحد الشعانين​، وبعد تلاوة ​الانجيل​، ألقى المطران خيرالله عظة، لفت فيها الى "أننا اليوم نهب معا، كبارا وصغارا حاملين أطفالنا، لنستقبل يسوع ونحيي دخوله إلى أورشليم ملكا. كان الشعب يريده ملكا زمنيا كي يحرره من حكم ​الرومان​ ويعيد الملك إلى ​إسرائيل​. لكن يسوع دخل بتواضع كبير ومشى بين الناس زارعا حبه وسلامه في القلوب. وحاول أن يشرح لتلاميذه وللشعب أن ملكوته ليس من هذا ​العالم​ وأنه ملك جاء يبذل ذاته موتا على الصليب في سبيل خلاص جميع البشر. لم يفهموا هذا المنطق، بل استقبلوه ووضعوا فيه كل آمالهم، فتهافتوا إلى الطرقات والأحياء وهتفوا لملك إسرائيل".

وأشار الى أن "يسوع تحدى الكتبة والفريسيين ودخل أورشليم ملكا متواضعا راكبا جحشا ابن آتان. دخل بمنطق جديد يتناقض تماما مع منطق البشر. فهو الإله الذي تنازل وصار إنسانا، وأراد بتواضعه أن يرفع الإنسان إلى الألوهة. لم يريدوا أن يفهموا هذا المنطق والسر الكامن وراءه".

وأضاف: "اليوم أحد الشعانين، يدخل يسوع رعايانا وكنائسنا ويهتف له أطفالنا وشبابنا وكبارنا. لكن كيف نستقبله ؟ وبأي منطق نستقبله ؟ هل نستقبله كملك زمني ونضع فيه كل آمالنا ونقول له هوشعنا، أي هلم خلصنا من أزماتنا وحروبنا والويلات الإجتماعية والمعيشية التي وصلنا إليها ؟ أم نستقبله كملك إلهي ارتضى أن يحمل صليبه وخطايانا وأن يموت من أجلنا لأنه يحبنا؟ يدخل يسوع قلوبنا ليلينها ويعيد إليها براءة الأطفال ويزرع فيها رجاء جديدا يحفزنا على العمل معا في سبيل بناء مستقبل لأولادنا يليق بهم".

ورأى المطران خيرالله أن "الشعب اليوم هو هو كما كان في أيام يسوع من ألفي سنة، سيهتف للملك والرئيس والقائد والسلطان وسنرى الرؤساء والمسؤولين في أول المستقبلين. فينظر إليهم يسوع ويوبخهم قائلا لهم: "الويل لكم أنتم الذين تطمعون بالشعوب، وتتعدون على حقوقهم، وتدوسون كراماتهم، وتتسابقون على قتلهم بالواسطة وبوسائل عدة ومتطورة، وتنصبون أنفسكم أولياء عليهم في المعاهدات والاتفاقات والمؤتمرات والقمم التي تعقدونها باسمهم وهم غائبون ومغيبون عن مقرراتها، وتقررون إهداء عواصم غيركم وأرضها إلى من تريدون وكأنها ملك لكم". أما نحن فسنستقبلك يا يسوع اليوم ونحن حاملون، مع أغصان النخل والزيتون، همومنا ومشاكلنا وأزماتنا وآمالنا بوطن يسود فيه الوئام والسلام والاحترام والعيش الواحد ويعيش فيه المواطنون بحرية وكرامة في ظل دولة القانون لا تستغل فيها الطائفية للحفاظ على امتيازات سياسية".

وشدد على أن "​يسوع المسيح​ هو الملك الوحيد في تاريخ البشرية الذي ضحى بنفسه من أجل خلاص شعبه، شعب الله الجديد الحاضن كل الشعوب".