ركّز رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" النائب السابق ​دوري شمعون​، على أنّ "هذه الأوضاع المزرية باتت تشكّل عامل خوف عند المواطن ال​لبنان​ي في ظلّ غياب فرص العمل والبطالة وعدم توفّر السيولة نتيجة هذه الأزمات المعيشية والحياتية". ولفت إلى "أنّني لا أخاف على لبنان من الإفلاس، فوضعه المصرفي متماسك وهو غير ​اليونان​ وبعض الدول الأخرى، وعلى هذا الأساس أطمئن الجميع بأنّ لبنان يعاني من أزمات وهذا ما نقرّ به، ولكن لن يذهب باتجاه الإفلاس".

وعن مسألة ​النازحين السوريين​، أكّد في حديث صحافي، أنّ "​النظام السوري​ وعلى رأسه الرئيس السوري ​بشار الأسد​ لا يريد عودتهم إلى ​سوريا​، لا سيما أنّ الأزمة لم تنتهِ بعد وتحديدًا عسكريًّا، ولا بدّ من تغيير هذا النظام، وربّما ذلك أمر يجب أن يحصل في وقت ليس ببعيد"، كاشفًا أنّ "عدم عودة النازحين إلى سوريا في جزء منها هي مسألة طائفية، وهذه هي الأسباب الحقيقيّة، إذ إن هناك منعًا لعودة السُنّي إلى سوريا، ونقطة على السطر".

وبيّن شمعون على أنّ "هذه معلومات ووقائع لا يجب تجاهلها وفق المعطيات الّتي نملكها، فمع تقديرنا واحترامنا للشيعي وللعلوي، ولا أتحدّث هنا بشكل طائفي أو مذهبي، إنّما مَن يُسمح له بالعودة هو الشيعي والعلوي".

وإزاء ما يُطرح من استقالة الحكومة ربطًا بالخلافات حول النازحين والتطبيع مع سوريا إلى ملفات أخرى، رأى أنّ "ليس في هذه المسألة عجبًا أو مفاجأة، لأنّنا أمام حكومة غير منسجمة، وهي تتألّف من كلّ وادي عصا، دون أن نغفل ما تعانيه من سطوة من النظام السوري و​إيران​ عبر "​حزب الله​"، ممّا يضع رئيسها ​سعد الحريري​ أمام حائط مسدود، وبالتالي هو مكبّل أمام هذه السطوة والسياسات المؤثّرة عليها وعلى قراراتها ودورها ونهجها".

وشدّد على أنّ "ما نشهده بوضوح من خلال العهد ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ عبر دفاعهم المستميت عن النظام السوري وإيران، أنّ سياستها الخارجية تصبّ باتجاه هذا المحور". وعن ​العقوبات الأميركية​ ومن ​المجتمع الدولي​ على "حزب الله" وإيران، أشار إلى أنّ "حزب الله" وفي الآونة الأخيرة اعتقد البعض أنّه يعود إلى ما يُسمّى بـ"اللبننة"، وهو الّذي يقاتل في سوريا ولديه تحالف عقائدي مع إيران، حيث قراره ودوره يصبّ في طهران، إنّما أرى بعد هذه العقوبات أنّه "يساير" على المستوى اللبناني الداخلي في ظلّ هذه العقوبات المالية والإجراءات المتّخَذَة من واشنطن والمجتمع الدولي بحقّه وبحقّ إيران".

كما رأى شمعون أنّ "الدور الإيراني لم يعد كما السابق بل بات صعبًا، وذلك يُستدلّ عليه بوضوح في لبنان من خلال عصر النفقات الّذي تقدّم عليه طهران تجاه "حزب الله" وأعوانه، وبناءً عليه فإيران ستعيد حساباتها على الساحة اللبنانية، وهذا ما سينسحب على "الحزب" الّذي يتلقّى كلّ الدعم العسكري والمالي من طهران".

وعن غيباه عن قداس "التوبة والمغفرة" الّذي أُقيم في بلدته ​دير القمر​ من قبل "​التيار الوطني الحر​"، ذكر أنّ "المصالحة الحقيقيّة وما سُمّي بـ"مصالحة الجبل" التاريخية إنّما أُنجزت في عام 2001 بحضور البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، ورئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​، وقيادات مسيحية سياسية وروحية ووطنية".

وسأل: "لماذا هذا القُدّاس في دير القمر؟ هل لنبش القبور ونكء الجراح؟"، مشيرًا إلى أنّ "القداس محطة سياسيّة شعبويّة من قبل "التيار الوطني الحر" تمسّ مشاعر الناس وأهالي الشهداء، ولهذا السبب لم أشارك فيه احترامًا لأهالي الشهداء".

وعن مقاطعته لزيارة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في ​قصر بعبدا​، أوضح شمعون "أنّني قد التقيته يوم كنتُ نائبًا خلال ​الاستشارات النيابية​، والآن ليس هناك من شيء يدفعني لزيارته"، لافتًا إلى "أنّه يتابع النشاط الرئاسي عبر الإعلام".