أشار النائب السابق ​خالد الضاهر​ الى أن "الإنتخابات الفرعية التي جرت أمس فس طرابلس لها خصوصية، وهي لا تعبّر عن معركة فعلية، لأن الخصوم الفعليين لتيار "المستقبل" الذين هم من فريق "​8 آذار​" كانوا انسحبوا. وحتى إن الوزير السابق اللّواء ​أشرف ريفي​ انسحب أيضاً من المعركة بتوافُق مع رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​. ونذكر أن رئيس الحكومة كان تواصل مع مختلف القوى السياسية لتأمين التوافق وعدم حصول معركة فعلية، وهذا الأمر ترك جوّاً بأن الأمور محسومة، وانعكس على نسَب المشاركة المنخفضة".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "الواقع السياسي المأزوم ظهر منذ ما قبل الإنتخابات الفرعية، ولذلك لا يُمكن الإشارة إليه من خلال ما حصل أمس. فلا شكّ أن ​مدينة طرابلس​ و​الشمال​ يعانيان من أوضاع إقتصادية واجتماعية سيّئة، مثل مناطق لبنانية أخرى أيضاً. وكل هذا أثّر سلبياً على الناخبين، وخصوصاً في ​البيئة​ السنيّة. ولكن، رغم ذلك، فإن ​انتخابات​ أمس ليست مقياساً فعلياً للإشارة الى تلك المشاكل".

وعن إمكانية أن يكون الحريري دفع ثمن التسوية الحكومية الأخيرة وظهر ذلك من خلال عدم حماسة الشارع للتصويت، قال الضاهر:"من المعلوم أن التسوية التي حصلت نتيجة ظروف متعددة محلية وإقليمية، تركت آثارها السلبية على الساحة السنيّة. وحتى إن بعض الذين دعموا النائب المُنتَخَبة ​ديما جمالي​ في العلَن كان تأييدهم لها في الكلام والشكل أكثر من الفعل. ولم نلاحظ أن جمهورهم كان ناشطاً على الأرض في شكل فعلي".

ورداً على سؤال حول كيف يُمكن لخصوم أو حتى لحلفاء الحريري أن يستثمروا في انخفاض نسبة المشاركة في "فرعية طرابلس" أوضح ان "الحريري لا يزال هو القائد السني والوطني. لا ننكر وجود أخطاء حصلت ويجب معالجتها، ولكن لا يُمكن لأحد أن يستثمر في ما حصل أمس، إلا إذا لم يَكُن أداء تيار "المستقبل" في المرحلة القادمة جيّداً".