اشارت "الاخبار" الى ان وزير المال ​علي حسن خليل​ أعدّ مشروعاً يتضمّن تخفيضات يصفها الجميع بـ"الإجراءات الموجعة وغير الشعبية". وفيما يجري تعتيم كبير حول هذه الإجراءات، لا سيما المتعلقة برواتب موظفي القطاع العام بدءاً من السقوف الوسطى وصولاً الى رواتب كبار الموظفين في الهيئات والمؤسسات و​مصرف لبنان​ وغيرها، بات هناك إجماع بين كل المكوّنات السياسية على اتباع ​سياسة​ تقشفية، بانتظار الإتفاق على التفاصيل.

واوضحت ان النقاش محتدم. وبحسب مصادر معنية به، "كل ما يُحكى لا يزال مجرّد أفكار، وما قاله وزير الخارجية ​جبران باسيل​ عن خفض الرواتب هو اقتراح لا يُلزم أحداً، ولا يعني أنه سيمُر". وذكّرت المصادر بما جرى خلال النقاش في قانون الإنتخابات، يوم كانت لباسيل اقتراحات عديدة، لكنه عادَ وقبِل بالتسوية التي تمت بين جميع القوى السياسية.

وعلمت "الأخبار" أن الإجتماع الذي عُقد أول من أمس في بيت الوسط بين رئيس الحكومة الحكومة ​سعد الحريري​ والوزراء باسيل وخليل و​أكرم شهيب​ و​ريشارد قيومجيان​، وانضم اليه معاون الأمين العام ل​حزب الله​ الحاج ​حسين الخليل​، ستلحق به عدة إجتماعات لاستكمال البحث في الإقتراحات التي تقدم بها وزير المال. وبحسب المعلومات، استمر الإجتماع الى ما بعد منتصف الليل، وقد بدأه الحريري بالتحذير من أن "البلد خربان ورح يروح"، قبلَ أن يتحدث خليل عن أرقام الرواتب والتعويضات والهبات وحجم الإنفاق، عارضاً نحو 30 صفحة من الإقتراحات لها علاقة بالتقديمات الإجتماعية والجمعيات الخيرية وصناديق التعاضد والإعفاءات الجمركية. واقترح وزير المال تعديل القانون لإلغاء الإعفاءات الجمركية، حتى عن مؤسسات الطوائف. أما في ما يتعلق بالرواتب فقالت مصادر مطلعة إن "هناك صيغا متعددة بشأنها لكن لا دراسة مكتملة حتى الآن". وبالنسبة للمصارف "أشار كل من الحريري ووزير المال الى أن القطاع المصرفي حاضر لأن يأخذ على عاتقه موضوع خفض الفائدة على سندات الخزينة ولكن بعد إقرار سلة متكاملة من الإصلاحات في الانفاق العام".