أشار المكتب السياسي للحزب الشيوعي ال​لبنان​ي إلى انه "يحل الأول من نوار عيداً لأجيال تتالت وهي تكّد على درب الكفاح الطويل، تكتب التاريخ بنضالاتها، وتحفر على جبين الزمان رسالتها إلى كل عمّال ​العالم​ بأن "اتحدوا". يعود الأول من أيار هذا العام ليعايد عمّال لبنان وكادحيه، وليطبع على جبينهم وردة حمراء، وتحية مجبولة بتاريخ مشرّف وناصع البياض، تشهد له شوارع المدن وساحاتها ودروب القرى والأحياء الفقيرة، حيث لا تزال تُسمع صيحات المطالبة بالخبز والعلم والحرية بين جنباتها؛ هو ذلك الامتداد الزمني الموصول بتعدد الأمكنة، حين كانت قضايا الاستغلال الاجتماعي والحرمان والانتفاض ضد التبعية تسير جنباً إلى جنب، وبتلازم طبيعي، مع التحرر والتحرير و​المقاومة​، راسمة مسار التغيير الحقيقي المنطلق من وعي ثوري خالص لا لبس فيه. فتلك الصرخات المعجونة بالتعب من قبضات تشققت من فلّ الحديد وتحطيم الأغلال قد انتزعت مكتسبات وحقوقاً، ترعاها القوانين والتشريعات وليست منّة من أحد، إلّا أنها اليوم تسمع صراخ أصحاب السلطة والمال والريوع، المرتهنين لأولياء جيوبهم، مالكي رؤوس الأموال والشركات العقارية، وهم يشحذون سكاكين غلّهم وحقدهم ضد مصالح الطبقات الشعبية ومكتسباتها، ممعنين في المزايدة للنيل منها، طمعاً بكسب ودّ أسيادهم الذين جعلوا منهم نواباً ومراجعَ وحكاماً".

وتوجه إلى هؤلاء بالقول: "حقوق ​العمال​ و​المزارعين​ وصغار الكسبة والموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين، من مدنيين وعسكريين، وأكثرية ​الشعب اللبناني​ لم تأت نتيجة سياساتكم الاقتصادية وإداراتكم لأمور السلطة، بل جاءت ثمرة نضالات وتضحيات وعرق ودماء شهداء الطبقة العاملة والحركة النقابية؛ فالمعادلة اليوم واضحة جداً: لا مساومة على حقوق الناس، فإذا أردتم التقشف لجلب المال فالمال المنهوب هو في جيوبكم وهدركم وفسادكم فأعيدوه. لا تحمّلوا ما فعلت أيديكم السوداء لعمال لبنان وأجرائه وفئاته المتوسطة والفقيرة. لكم سياساتكم الممعنة في الارتهان لشروط ​الدول المانحة​ ومؤسساتها التابعة لها التي أوصلت البلد إلى حافة الانهيار الاقتصادي - الاجتماعي، ولنا الشارع والناس والقضايا وتاريخ الشهداء والمناضلين. لكم ما تقررون في غرفكم المظلمة ولنا المبادرة في تصعيد المواجهة: سنكون في الشارع، مبادرين ومشاركين وداعمين لكل التحركات الشعبية إلى جانب كل القطاعات المتضررة من سياساتكم، إلى جانب العمال والأساتذة والمتقاعدين والمتعاقدين والموظفين والمثقفين والفنانين و​الطلاب​ والقطاعات النسائية والشبابية".

وتوجه إلى الشيوعيين بالقول" كونوا في كل الساحات، وبادروا إلى الرد والتحرك على امتداد مساحة الوطن في المناطق وفي كل القطاعات تزامناً مع نقاشات السلطة للموازنة، واجعلوا من الأول من أيار أحد مواعيد ذلك الرد ومحطاته، وأيضاً عيداً لنحتفل فيه ونفرح؛ فلتصدح أصوات عمال لبنان وفقرائه في شوارع العاصمة نهار الأربعاء في 1/5/2019 الساعة الرابعة بعد الظهر، موعد التظاهرة السياسية الشعبية-الاحتفالية، التي ستنطلق من أمام ​المتحف الوطني​ وصولاً إلى ​ساحة الشهداء​.".