أكد رئيس حزب "​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​ أن "الوضع الإقتصادي والمالي في لبنان صعب ولا يمكن أن يبقى على ما هو عليه اليوم، الأمر الذي يحتّم تكاتف جميع القوى السياسيّة والتصرّف بمسؤوليّة".

وخلال لقاء مع مجموعة من الوسائل الإعلامية شاركت فيه "​النشرة​"، كشف جعجع عن "بعض الإجتماعات الحكوميّة لمعرفة إلى أين ستذهب الأمور"، مشيراً إلى أن "حزب "القوات" شارك بإجتماع واحد يتيم اقتصر على العموميّات، حيث طرحت المشكلة ومجموعة من الأفكار".

واعتبر جعجع أن "عصب الخلاص من الوضع الحالي يكمن في ​الموازنة​ العامة"، لافتاً إلى أن "​محاربة الفساد​ "تحصيل حاصل" لكن لا علاقة لها بما يجري اليوم".

وأكد رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" أنه "ليس مع التحرّكات التي حصلت في الشارع يوم أمس، بسبب وجود أفكار تناقش اليوم وليس هناك ما هو محسوم"، مشدداً على أنه "يتفهّم تحرك المواطنين"، لكنه لفت إلى أن "ليس بهذه الطريقة تعالج الأمور".

على صعيد متّصل، أشار جعجع إلى أنه "يتمنّى عودة الأموال العامة المسروقة"، لكنه رأى أن "هذا الطرح ليس عملياً اليوم، خصوصاً أنّ الحلول المطلوبة يجب أن تكون سريعة، وهي لا تحتمل الشعبويّة أو عدم الجرأة أو عدم المسؤولية، بغضّ النظر عن المسؤول عن وصول الأزمة إلى ما هي عليه اليوم".

ورداً على سؤال حول رؤيته للحلّ، شدد جعجع على أنه "ليس كلمة أو اثنين"، لافتاً إلى أن "الحزب عقد عدة حلقات دراسيّة حول كافة المشاكل، ومنها الموازنة"، لكنه أوضح أنها تبقى مجرّد مقترحات، معتبراً أنّ "الحل في اللجنة الوزاريّة التي شكّلها رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​، التي عليها أن تعقد الكثير من الإجتماعات، مؤكداً وجود الكثير من الخطوات التي من الممكن القيام بها".

وشدد جعجع على أن "الحزب ليس لديه موقف من أي طرح، على أن تكون الإنطلاقة من القطاعات التي تستطيع أن تحتمل أكثر من غيرها، خصوصاً أنه ليس في كل يوم من الممكن إقرار موازنة غير إعتياديّة".

ورداً على سؤال آخر، أشار جعجع إلى أن لا حديث عن أموال مؤتمر "سيدر" قبل أن تظهر الحكومة جديّة في الإصلاحات، لافتاً إلى أن ​الدول المانحة​ لا تزال تثق بلبنان لكن السؤال عمّا إذا كانت لا تزال تثق ببعض القوى الداخليّة.

كلام نصرالله في غير مكانه

من جهة ثانية، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" أن الكلام الأخير لأمين عام "​حزب الله​" ​السيد حسن نصرالله​ لم يكن في مكانه، مشيراً إلى أن المنطقة ذاهبة من تصعيد إلى آخر، وبالتالي ليس المطلوب أن يزجّ نفسه وإستطراداً اللبنانيين في هذا الصراع الكبير.

ولفت جعجع إلى أنه كان يتمنى أن يختار محور الممانعة مكاناً آخراً غير ​سوريا​ أو ​إيران​، لإرسال الرسائل التي كلّف السيد نصرالله بإرسالها، مشيراً إلى أننا "في سلم أولوياتنا مصالح ​الشعب اللبناني​، وهذه المواقف لا تخدم هذه المصالح"، مضيفاً: "أبو زيد خالنا إذا نجحنا في تخليص أنفسنا، فكيف هو الحال بالنسبة إلى المنطقة".

ونفى جعجع الحديث عن مهادنة مع "حزب الله"، لكن أوضح أنّ المواقف تصدر حسب الموضوع، مشيراً إلى أنه اليوم هناك الكثير من الملفّات المطروحة على الساحة المحليّة، لافتاً إلى أنّ الحدث الإقتصادي اليوم هو الأساس، مشدداً على أن موقف "القوات" مبدئي بعدم الإعتراف بسلاح الحزب.

وشدّد جعجع على أنه لا يسعى من خلال ذلك للوصول لرئاسة الجمهوريّة، مشيراً إلى أنه ليس صحيحاً أن "حزب الله" قادر على إيصال الرئيس ومؤكداً أن "القوات" عندما يسعى إلى منصب يكون ذلك من خلال المبادئ التي يحملها.

أما بالنسبة إلى العلاقة مع الحزب، قال جعجع: "لا نحن نحب المزح ولا هم يحبّونه، لديهم مشروع سياسي لا يمكن أن نقبل به، وبالتالي لا نقاط تلاقٍ في ​السياسة​، لكن هناك تقاطع في بعض النقاط بين الوزراء".

... لا يعبر عن موقف الحكومة

من ناحية أخرى، تطرق رئيس حزب "القوات اللبنانية" إلى دعوة وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ إلى إعادة سوريا إلى ​الجامعة العربية​، كاشفاً عن أن الحزب سيطرح هذا الموضوع في جلسة ​مجلس الوزراء​ المقبلة من خارج جدول الأعمال، خصوصاً أن مواقفه من الأزمة السوريّة لا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانيّة.

وجدد التأكيد على موقفه من أن ليس هناك اليوم من دولة موجودة في سوريا، مشيراً إلى الحديث عن إعادة رفاة الجاسوس ال​إسرائيل​ي إيلي كوهين إلى ​تل أبيب​ وقبله الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل، معتبراً أن ​طهران​ صاحبة الكلمة الأولى في ​الشام​، أما ​موسكو​ فهي صاحبة الكلمة الثانية.

عدوان إسرائيلي؟!

على صعيد منفصل، أكد جعجع رفضه لأيّ فوضى في ​الجنوب​، لأنه قد ينتج عنها مخاطر جمّة، مشيراً إلى أن لا مؤشرات جدّية على إمكانيّة حصول أيّ مواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل في الوقت الراهن.

واعتبر أن المواجهة اليوم أكبر من ذلك، مشيراً إلى أن وضع ​الحرس الثوري الإيراني​ على قائمة المنظمات الإرهابية من جانب ​الولايات المتحدة الأميركية​ ليس بالأمر السهل، مؤكداً ضرورة التمسّك أكثر ب​سياسة النأي بالنفس​.

ورداً على سؤال حول ما يتسرّب عن صفقة القرن، لفت جعجع إلى أن لا معلومات واضحة حتى الآن، لكنه شدّد على أن ما ظهر حتى الساعة غير مشجع، مؤكداً أن كل الخطوات لا تعني شيئاً، سواء بالنسبة إلى الإعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيليّة على ​الجولان​، أو بالنسبة إلى الإعتراف ب​القدس​ عاصمة ل​اسرائيل​، قائلاً: "لست متفائلاً بما يتعلق بصفقة القرن".

الأسد لا يريد النازحين

في ما يتعلق بملفّ ​النازحين السوريين​، أعرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" عن إعتقاده بوجود تفاهم بين جميع الأفرقاء اللبنانيين على ضرورة عودتهم، بالرغم من بعض الفروقات التي وصفها بـ"البسيطة جداً".

وأشار إلى أن الحزب طرح خطّة للحلّ ولا مانع لديه من أن يتبنّاها أيّ فريق سياسي، مؤكداً أنه لا يمكن إنتظار الحلّ السياسي الذي قد لا يتحقّق قبل سنوات، لافتاً إلى أن لديه قناعة بوجود حلّ وحيد لأن الرئيس السوري ​بشار الأسد​ لا يريدهم، قائلاً: "لو كان يريدهم كانت الأزمة محلولة، ولديهم صديق كبير هو المدير العام للأمن العام ​اللواء عباس إبراهيم​، الذي وضع كل جهده على هذا الصعيد".

وأوضح جعجع أن الأسد لا يريد عودة هؤلاء لأسباب وجوديّة وإستراتيجيّة، مشيراً إلى أن إيران لا تريد عودتهم أيضاً لأسباب ديمغرافيّة، سائلاً: "الروس لم ينجحوا في إقناع الأسد في هذا الملف، فهل سيستطيع وزير خارجية لبنان ذلك"؟.

وشدد جعجع على أنّ الحل الوحيد هو أن يكون هناك مناطق آمنة على الحدود اللبنانيّة السوريّة، من الجهة السوريّة، برعاية روسيّة، معتبراً أنه عندها لن يكون بمقدور الأسد أو الإيرانيين مهاجمتها، على أن تقدّم المساعدات التي يحصلون عليها في لبنان هناك.

ورداً على سؤال حول إمكانيّة رفضهم العودة في حال تحقّق ذلك، أوضح جعجع أن قرار عودتهم في نهاية المطاف هو قرار سيادي للبنان ضمن حدود المواثيق الدوليّة وإحترام حقوق الإنسان، لافتاً إلى أن الخطة التي أعدّها الحزب سيطرحها على طاولة مجلس الوزراء.

التعيينات​ وملف المخفيين قسراً

ورداً على سؤال، أكد قائد "القوات اللبنانية" أنّه سيستمر في طرح ملفّ المخفيين قسراً، لأنه من غير المقبول إعادة رفاة إسرائيليين بعد 40 عاماً بينما تبقى رفاة أو أسرى لبنانيين في السجون السوريّة لأسباب إنسانيّة، مشيراً إلى وجود ما يقارب 300 حالة موثّقة بشكل رسمي و300 حالة موثّقة بشكل غير رسمي.

أما بالنسبة إلى ملف التعيينات، دعا جعجع إلى إعتماد الآلية "ومن يأتي يأتي"، لافتاً إلى أنه لا يعرف سبب رفض هذه الآليّة من قبل البعض، مشيراً إلى أنّ ​المحاصصة​ لا تعبر عن منطق الدولة.