رأى مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبدو أبو كسم​، أنّ "​كاتدرائية نوتردام​ في ​باريس​ ستُعاد بالحدّ الأدنى كما كانت، لأنّ لها تاريخًا وهندسة معيّنة، ولا نستطيع إدخال شيء حديث إلى هيكلية الكنيسة"، منوّهًا إلى أنّه "قد يتمّ وضع نوع من الحماية لتجنّب إعادة نشوب حريق، ولكنّني أكيد أنّها ستُعاد كما كانت، والبرج الّذي وقع سيُعاد بالشكل الّذي كان عليه".

وذكر في حديث تلفزيوني، أنّ "أيام الثورة الفرنسية، تمّ إحراق الكاتدرائية من الداخل وأُعيد ترميمها". ولفت تعليقًا على بعض الكلام السلبي أو المسيء الّذي رافق هذه الحادثة، ولا سيما ذاك الصادر عن حاخام يهودي، إلى أنّ "هذا الكلام ينمّ عن حقد دفين تجاه الديانة ​المسيحية​ والكنيسة، لأنّها مكان حجّ وصلاة وتدعو للسلام ونشر ثقافة المحبة".

وركّز أبو كسم على أنّ "هذا الحقد لا يفاجئنا، لكنّنا نريد أن نبشّر الحاخام بأنّ هذه الكاتدرائية ستعود إلى ما كانت عليه سابقًا"، مبيّنًا أنّ "مع الحزن الّذي شعرنا به في الأمس، سيكون هناك فرح في المستقبل، لأنّ هذا الحريق حدث في أسبوع الألام، وسيكون مصدرًا للعودة إلى المسيحية في ​فرنسا​".

وذكر "أنّنا أمس رأينا مؤمنين مسيحيين يصلّون أمام الكنيسة"، مشدّدًا على أنّ "ما قاله شيخ ​الأزهر​ أحمد الطيب الّذي يمثّل المسلمين في العالم حول الحادثة، ينمّ عن شعور إنساني وديني فيه أخوة وتلاقي"، مشيرًا إلى "أنّنا لن نردّ على أيّ استفزاز بهذا المجال، إنّما نستثمر ما قاله لندفع قُدمًا بوثيقة الأخوة الإنسانية الّتي وقّعها مع ​البابا فرنسيس​".

كما وجد أنّ "التفاعل الكبير مع الحادثة في ​لبنان​ ومصر خصوصًا على مواقع التواصل الإجتماعي، نابع من باب ديني، لأنّ في لبنان ومصر لا يزال هناك نوع من التديّن غير المتعصّب والانفتاح، رغم وجود جهات أصولية في مصر"، لافتًا إلى أنّ "كاتدرائية نوتردام هي معلم ديني، وكلّما نزورها نرى أشخاصًا من كلّ العالم".

وشدّد أبو كسم على أنّ "الكاتدرائية احترقت ولكنّها لم تنهار، وهذه علامة فارقة أنّها ستبقى في فرنسا، وستكون محجًّا لعدد كبير من المسيحيّين، ومنطلقًا لتوبة جديدة".