لفت النائب العام للرهبانية الأنطونية المارونية ​الأب أنطوان عوكر​، خلال ترؤسه ​رتبة خميس الغسل​ في مدرسة الأنطونية- ​رومية​، الى أن "عمل الغسل الذي نقوم به مرة في ​السنة​ في يوم ​خميس الأسرار​ ليس مسرحية خارجية، بل هو بقيمة القداس عندما نقول في القداس نكرر ذكر يسوع لا نقوم فقط بتذكر ما حدث قبل ألفي سنة بل نجعله حاضرا الآن. هذا الغسل ليس نتذكر أن يسوع قام بهذا العمل بل لنجعله حاضرا".

وأشار الى أنه "يمكن القول أن مفاعيل الغسل الخدمة التي قام بها يسوع وعمل العبد الذي قام به يسوع له معنى ثانوي والمعنى الاساسي هو الحوار الذي حصل بين يسوع وبطرس"، مشددا على أن "الغسل عمل أساسي وغسل الأرجل بقيمة معموديتنا لأنه بعموديتنا يقول لنا يسوع أنك تصبح في شراكة معي وجزء من جسد ​المسيح​، وما قمنا به اليوم بمثابة تذكار لمعموديتنا وغسل الارجل اساس معموديتنا والخدمة لنعيش شراكة معا وخلاصنا مع بعضنا ونؤدي شهادة ليسوع".

وأكد أن "مفاعيل ما قمنا به أن تتحول شبكة علاقتنا انطلاقا من نظرة يسوع لبعضنا البعض. اذا أنا أريد أن أقوم بعمل ما معكم يجب عليكم أن تروا يسوع الذي يتصرف لأنه في التلمذة لا أعود أنا بل أصبح سفير يسوع ومطلوب منا أن نكون ظله"، موضحا أنه "في ​الإنجيل​ يسوع يظهر بصوريتن، صورة القوي الملك الذي يهاجم الفرسيين والكتبة يسوع الشافي المسيطر على الشياطين، وصورة أخرى هي صورة الطفل الذي بحاجة الى مريم ويسوف ليهتموا به صورة المتألم الذي يبكي".

وبين الأب عوكر أنه "في الصورة الثانية يسوع ضعيف متألم بحاجة الى الآخرين، وهذا الذي نتأمل به، إذا أنا قوي وأخي ضعيف تقوم شبكة علاقتنا انطلاقا من نظرة يسوع لنا ونظرتنا له. وهذا هو المطلوب من ​مجلس النواب​ أو الوزراء أو في أي عمل في حياتنا وهكذا تصطلح كافة علاقاتنا".

وأضاف: "يسوع في الإنجيل مرة يقول أنا نور ​العالم​ ومرة أنتم نور العالم، وحتى نكون ظل يسوع ونوره في مجتمعنا يجب أن نكون مثله نور العالم"، لافتا الى أنه "يمكن القول أن المجتمع فاسد ومظلم وأسود، ولكن كل هذا لا يمكن أن يحجب نور شمعة. وهذا الدور الذي يلعبه نوابنا ويجب أن نلعبه، لا يجب أن نلعن الظلمة ولكن يجب أن نضيء شمعة، وبنورها يمكن أن ننير درب الاخرين وهذا الدور يجب أن نلعبه لنكون نور العالم والتحدي أن نضيء ظلمة العالم لا أن تقوم الظلمة بإطفائنا. يسوع جعلنا نحن أيضا نور العالم ويجب أن نلعب هذا الدور في مجتمعنا".