رجّح الوزير السابق ​شربل نحاس​ ان تكون القوى السياسية تتجه فعليا لتخفيض رواتب الموظفين في ​القطاع العام​، باعتبار انها ليست مستعدّة للاعتراف بالخطايا التي ارتكبتها وعدم تقدمها على صعيد تصحيح النظام الضريبي لجعل الناس في ​لبنان​ قادرة على العيش من أعمالها وليست مضطرة أن تمدّ اليد الى الزعيم وكمجتمع الشحاذة من الخارج"، معتبرا انه "بعدما ارتكبت هذه القوى الخطيئة الكبيرة بالمماطلة بين الاعوام 2012 و2017 باقرار السلسلة التي هي مجرد تصحيح غلاء معيشة، وأصبحت مضطرة اليوم للانتقال من ارتكاب الخطايا الى ارتكاب الجرائم، تماما كما حصل في الحرب حين كان يتم اللعب على الحبلين وبخاصة عبر اتفاق القاهرة الذي رسّخ أركان السلطة اركان تحالفات خارجيّة وتجهيز ميليشيات"، لافتا الى أن "هؤلاء اصبحوا اليوم يتنافسون على من هو أكثر جرأة ب​الاعلان​ صراحة انه يريد تخفيض رواتب الموظفين، ما يُظهر الى أيّ مدى يتمسّكون بمبدأ الوفاء بحيث طالبوا الناخبين ان يصوّتوا لهم على اساس ان يكونوا أوفياء للتنفيعات، فرأينا حقيقة الى أي مدى هم اوفياء حتى تجاه من يعتبرونهم جماعتهم، علما اننا على يقين ان في الدولة من اداريين وموظفين وهم ما تبقّوا أصلا منها وهم بالتالي ليسوا من جماعة أحد ومن الواجب الحفاظ عليهم".

ورأى نحاس في حديث لـ"النشرة" اننا اليوم امام سيناريو ​اليونان​ أقلّه بوجه واحد، فقد ظل هذا السيناريو قائما لسنوات بحيث كان الطقم السياسي الحاكم هناك يتحدث عن اصلاحات وكسب من الوقت للحصول على قروض، علما انّ كل ذلك كان مجرد ضحك على الناس في حين أن ما كان يحصل هو تكبير الديون والأعباء. وقال: "نحن اليوم في لبنان قادرون ان نخرج من الازمة ولكن بعد تحديد دقيق لماهيتها، والتي هي بنظرنا ان هناك زعماء حرب ومليارديرات نفط حكموا البلد 30 عاما، وقد آن أوان ازاحتهم، خاصة اذا كانوا هم وحرّاسهم وبعض العمّال الأجانب سيبقون وشباب لبنان سيهاجرون". وشدّد على ان الخروج من الازمة يعني الخروج من تزعّم زعماء الحرب وجماعة المليارات، وهذا يحصل بتوزيع عادل وهادف للأعباء والخسائر بشكل أن الذي استفاد أكثر يدفع أكثر، والذي يعمل في البلد للانتاج وبناء مجتمع أفضل يدفع أقل.

وردّا على سؤال عن خطّة ​الكهرباء​، اعتبر نحاس انْ لا علاقة لها بحل أزمة القطاع، لافتا الى وجود سارقين في هذا القطاع كما هنالك الكثير منهم في كل القطاعات. واضاف: "مشكلتنا واضحة وضوح ​الشمس​ وتكمن بأننا لا نملك الدولارات لشراء الفيول".

وتطرق نحاس لما يُحكى عن عملية ​مكافحة الفساد​، فوصف ما يحصل بـ"الشيء المضحك، وكأنّ الفساد عمليّة قام بها عدد من الأفراد بالسر". وأردف ان "الفساد هو شراء الولاءات من خلال توزيع الحصص. وهو النظام القائم بذاته وقد لمسنا ذلك لمس اليد بخروجهم سريعا لرسم خطوط حمراء هنا وهناك".