ترأس راعي أبرشية جبيل المارونية ​المطران ميشال عون​ ​رتبة خميس الغسل​ في ​كنيسة مار جرجس​ - جبيل، عاونه فيه رئيس دير سيدة المعونات الاب جان بول الحاج وخادم الرعية الاب مارون غاريوس والاب سيمون صليبا، وخدمتها جوقة الرعية، في حضور الوزيرة السابقة ​اليس شبطيني​ وحشد من المؤمنين.

وبعد غسل أرجل التلاميذ، ألقى عون عظة لفت فيها إلى "تواضع يسوع ومحبته التي تجلت في غسل أرجل تلاميذه"، مشيراً إلى "احتفالنا الليلة يرتبط ارتباطا عضويا باحتفال الغد وبعيد قيامة الرب يسوع من بين الاموات، وما قام به يسوع في العشاء الاخير كان عملا له معان كثيرة من موته على الصليب كي يستمر الخلاص الذي يحققه في قلب ​العالم​ من خلال الكنيسة حتى انقضاء الدهر".

وأوضح أن "ابن الله وحده استطاع أن يحقق الخلاص بشكل كامل، عندما تجسد على أرضنا لكي يطال كل انسان حتى النهاية. وإن العشاء الاخير مع كل ما قام به الرب يسوع يرتبط ارتباطا عميقا بفعل الحب الذي قاده لان يموت من اجلنا على الصليب، حاملا كل خطايانا واوجاعنا وامراضنا".

وشدد على أن "يسوع بموته وقيامته حقق الخلاص لكي يعيش العالم من ثماره، ولكي تكون قيامة الرب يسوع هي التي تعطي المعنى لكل الم، وتشجعنا امام ضعفنا وخطايانا، لكي نستطيع أن نختبر بحياتنا قوة الانتصار على الخطيئة والموت".

وأكد أن "ما قاله الرب يسوع لتلاميذه يقوله لنا اليوم، وقد نتساءل كيف نغسل ارجل بعضنا البعض، فكل مرة نعيش ​المحبة​ بالتخلي عن الذات عندها نتشبه ب​يسوع المسيح​، ولاننا ما زلنا بعيدين عن هذه المحبة نرى الخلافات تكبر في حياتنا العائلية والمجتمع، ونفتقد للتضحية بين الزوجين من أجل عائلتهم، فالمحبة وحدها تنقذ عائلاتنا ومجتمعاتنا. ولذلك، علينا ان نصلي للرب يسوع ليعلمنا هذا النوع من المحبة والغفران لكي نطفىء اي خلاف يعترضنا في حياتنا".

وتحدث عون عن "عدد العائلات التي تتحطم بسبب كبرياء الزوجين وانانيتهما وعدم استعدادهما للحب والمحبة، كما علمنا الرب يسوع"، وقال: "إن ذلك ينسحب على علاقاتنا الاجتماعية والكنسية والعائلية، لان علينا في كل حياتنا أن نتذكر بأن الرب يسوع علمنا أن نحب إذا كنا نريد أن نساهم في خلاص العالم وعائلاتنا ومجتمعنا".

ودعا المطران عون "الجميع إلى أن يطلبوا من الرب أن يعلمنا المحبة، ويساعدنا من اجل أن نتواضع أمامه لنستقبله في حياتنا. وإني أسأل الله أن يعطينا هذه النعمة ونعيشها. وإني آمل أن يكون هذا العيد مساهمة للتوبة عن خطايانا والرجوع عن كل ما يسبب انقساما وخلافات، فنعقد العزم بفعل التواضع ونقوم بخطوة مصالحة في عيالنا مع كل انسان على خلاف معه، لكي يكون ​الفصح​ عبورا حقيقيا بحياتنا من الخطيئة والموت الى ​الحياة​ التي أعطانا اياها الرب يسوع ثمرة قيامته من بين الاموات".