تساءل مصدر رسمي، في حديث لصحيفة "الحياة" عن موقف وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ في الربط بين إعادة النازحين والتطبيع العربي مع دمشق حين عاود طرح عودة ​سوريا​ إلى ​الجامعة العربية​ خلال "المنتدى الروسي العربي للتعاون"، وسأل المصدر: "كيف نرفض (​لبنان​) ربط عودة ​النازحين السوريين​ بالحل السياسي في سوريا من أجل دفع ​المجتمع الدولي​ إلى عدم وضع شروط على العودة الآمنة وفقًا للقوانين الدولية، ثم نعود فنربط بين العودة وبين التطبيع مع نظام الأسد، كشرط من أجل أن يقبل بالأمر، في وقت لو كان النظام قابلًا فعلًا باستعادة الملايين من شعبه لكان فعل ذلك من دون ربط الأمر بتطبيع ​الدول العربية​ وغيرها من الدول، معه؟"

فيما لاحظ مصدر سياسي متابع لحركة باسيل، في حديثه مع الصحيفة، أن "تكراره الدعوة إلى التطبيع العربي مع نظام الأسد يعني أنه يعاكس مبدأ ​النأي بالنفس​ عن أزمات المنطقة ويجافي الموقف العربي الإجماعي بربط أي تطبيع مع الأسد بالحل السياسي السوري".

وأشار المصدر نفسه إلى أن " باسيل بات يقول الشيء ونقيضه. وفضلًا عن أنه يرهن إعادة النازحين بالتطبيع العربي، فإنه بات يربط بطريقة غير مباشرة بين إعادة النازحين وبين الحل السياسي لأن الدول العربية والغربية تصر على هذا الحل، حين تدعو إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2254 ، كواح من شروط إعادة العلاقة الطبيعية معه إلى مجراها. وهي ترى أن الأساس في هذا القرار هو تحقيق الانتقال السياسي في السلطة في سوريا، الأمر الذي يرفضه النظام.

إلا أن المصدر يعتقد أن "باسيل لا يأبه للتناقض في مواقفه لأن تكراره دعوة الدول العربية إلى التطبيع مع الأسد يأتي في سياق تسليف المواقف للنظام السوري ولـ"حزب الله"، وإيران من ورائه، في شأن الانفتاح على النظام، مع علمه المسبق بالموقف العربي السلبي في هذا الخصوص، والذي تبلغ به من عدد من نظرائه الوزراء العرب أثناء القمة العربية التنموية الاقتصادية التي انعقدت في بيروت في شهر كانون الثاني الماضي، ثم في قمة تونس".

وأكّد المصدر للصحيفة "أن إلحاح باسيل على تكرار مطالبته بإعادة سوريا إلى الجامعة يطرح مرة أخرى علامات استفهام عما إذا كان هدفه أمر آخر من وراء ذلك، هو سعيه إلى مواصلة أسلوب كسب ود هذه القوى لغاية في نفس يعقوب، ولمراكمة رصيده كمرشح لرئاسة الجمهورية بدعم سوري إيراني ومن "حزب الله"، في مواجهة منافسيه المحتملين".