استهل تلفزيون nbn مقدمة نشرة ​أخبار​ السابعة مساءً بالتمنيات بـ عيد مجيد، لبنانُ غارقٌ في عطلةِ فِصحٍ، تَمنحُ قواهُ السياسيةَ استراحةَ محاربٍ تمتد يومينِ آخرينِ وتَغيبُ فيها القراراتُ ذاتُ الصلةِ بالمِلفاتِ الساخنة وفي مقدمها ​الموازنة​.

في سبتِ النُّور، أملٌ بأنْ يضيءَ الاجتماعُ المالي الموسع المتوقع انعقادُهُ في أولِ يومِ عملٍ، الثلاثاءَ، الطريقَ أمام الموازنةِ لتسلكَ طريقَها إلى مجلسِ الوزراء، فهل يَعقدُ المجلسُ جلسةً الثلاثاءَ أو الأربعاءَ قبل خميسِ الأسرار والفصحِ لدى الطوائفِ المسيحية التي تَتْبَعُ التقويمَ الشرقي؟؟.

لا معطياتٍ حاسمةً في هذا الشأن وفي الانتظار لا يزالُ كلامُ وزيرِ المال الأخيرُ الذي وَضَعَ فيه الإصْبَعَ على الجُرحِ المالي الحقيقي، لا يزالُ يَحصدُ المزيدَ من الالتفافِ حولَه وغداةَ إعلانِ الوزير ألّا استهدافَ لذوي الدخلِ المحدود والطبقاتِ الفقيرة، دعوةٌ من البطريركِ الماروني ​مار بشارة بطرس الراعي​ عبر مِنْبَرِ الفِصح إلى التوجهِ للأغنياءِ قبل مطالبةِ المواطنينَ الرازحينَ تحت أعبائهم المالية منعًا لاتساعِ دائرةِ الفقْرِ ومنعًا لإذكاءِ ثورةِ الجياع.

في الدائرة الإقليمية، سلسلةُ محطاتٍ من بينها إيغالُ الرئيس الأميركي في المزيدِ من القراراتِ الجائرةِ بحقِّ ​الجولان​ السوري المحتل، فبعد مَنْحِ الكِيانِ الإسرائيلي السيادةَ عليه، أوعزَ لخارجيتِه بتسجيلِ أبناءِ الجولان في الولاياتِ المتحدة كإسرائيليي الأصل، في خطوةٍ تتناقضُ كليًا مع القوانينِ والمواثيقِ الدولية.

الخطوةُ الترامبيةُ الجديدة تأتي في ظل استعدادِ الرئيس الأميركي لإعلانِ صَفْقةِ القرن التي تنطوي مضامينُها المسرّبةُ على ضربِ الحقوقِ العربية لمصلحة العدو الإسرائيلي. في مقابلِ هذه الصفْقة السوداء وَمْضَةُ أملٍ بيضاءُ عَكَسَها اجتماعُ رؤساءِ برلماناتِ الدولِ المجاورة للعراق في ​بغداد​ حيث حَضَرَ على وجه الخصوص ممثلو ​سوريا​ و​السعودية​ و​ايران​ و​تركيا​ في قاعةٍ واحدة، في إنجازٍ يُحسَبُ للعراق عمومًا وبرلمانِهِ خصوصًا.

والمعروف أن هذا الاجتماعَ غَيْرَ المسبوق يأتي ليكملَ سياساتِ الانفتاح التي تَمَثَّلَ آخرُ تجلياتِها في الجولةِ التي قام بها رئيسُ الوزراء ​العراق​ي ل​إيران​ والسعودية وفي زياراتِ مسؤولينَ سعوديين لبغداد